في عددها الصادر بتاريخ 6 مارس/ آذار نشرت صحيفة «الفايناننشال تايمز» تقرير أنيتا جين بشأن التحول في صناعة السينما الأميركية. إذ لاحظ التقرير الاتجاه المتزايد لدى هوليود لتعهيد (outsource) المزيد من إنتاج أفلامها لشركات هندية، وذلك لتفادي الكلفة الباهظة التي يتطلبها إنتاج أفلام بمؤثرات خاصة، وتتطلب مقاطع تعتمد على درجة متطورة من التحريك الحيوي (animation).
ويشير التقرير إلى منذ ما يقرب من عامين ومن أجل تقليص النفقات، بدأت الاستوديوهات الأوروبية والأميركية تحول التطوير والإنتاج، وكذلك بعض الأعمال اللاحقة لإنتاج الأعمال الفنية إلى الهند ، الأمر الذي بدأ ينعش صناعة تقدر قيمتها الحالية نحو 285 مليون دولار أميركي، والتي يتوقع تقرير صادر عن مؤسسة تقنية المعلومات الهندية (ناسكوم) أن تشهد نموا سنويا نسبته 35 في المئة ليصل الرقم إلى 950 مليون دولار بحلول العام 2009.
وفي السابق كانت استوديوهات هوليوود تنفذ أجزاء التأثيرات الخاصة والتحريك الحيوي في أستراليا ونيوزيلندا، إذ تنخفض النفقات قليلا من دون المساس بالنوعية.
لكنه في الآونة الأخيرة أصبحت الهند هي الخيار الأشد منافسة. إذ تصل نسبة التوفير في الكلفة إلى نحو 50 في المئة، ويعود ذلك إلى المرونة التي تتمتع بها قوة العمل الهندية، وتنامي مستوى وكفاءة الإنتاج، كما جاء في تقرير ناسكوم، وهو الأمر الذي بات يغري شركات مثل والت ديزني، ونايكلديون، وشيكة الصور المتحركة وسوني للترفيه، ويشجعها على شد الرحال إلى مومبي.
ويشير رئيس قسم الأعمال في شركة بيكسيون الهندية أميت غوبتا إلى أن «العام 2005 شهد نمواً متزايداً في إنتاج الأفلام القادمة من السوق العالمية مقارنة مع العام 2004، إذ كان الإنتاج مقتصرا على السوق المحلية».
واليوم تصل نسبة الأعمال المعهدة لشركة بيكسيون تنفيذها من السوق الخارجية إلى 50 في المئة من إجمالي أعمال هذه الشركة الهندية. بحسب ما جاء في تقرير ناسكوم.
ويلخص كوثانداباني تشاندراسيخار مدير عام شركة في سي إل، هذه الظاهرة قائلاً «تأتي استوديوهات هوليوود لنا لأن الأمر يتعلق بالحفاظ على مستوى هوليوود في الإنتاج لكن بنصف الكلفة».
حين يقرأ المرء هذا التطور الذي تشهده صناعة السينما الهندية يتساءل أين صناعة السينما العربية، أو بالأحرى صناعة السينما المصرية من هذه السوق؟ يؤرخ البعض للمرحلة الأولى للسينما المصرية بفيلم عزيزة أمير الروائي ليلى بينما يراه البعض الآخر منذ وقوف محمد بيومي خلف كاميرا سينما مصورا لفيلم في بلاد توت عنخ آمون العام 1923. ويتفق الجميع أن المرحلة الثانية كانت مع افتتاح ستوديو مصر العام 1935 وهو أحد مشروعات شركة مصر للتمثيل والسينما والتي أسسها طلعت حرب العام 1925 كإحدى شركات بنك مصر.
تاريخ السينما الهندية بدأ بعد ذلك... وبينما تتحفنا السينما العربية بمسلسلات رديئة ومملة نتابع بشغف الأفلام الأميركية المصنوعة في الهند
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1294 - الأربعاء 22 مارس 2006م الموافق 21 صفر 1427هـ