مازال تجار سوق المنامة المترامية الاطراف يشتكون من بطء علاج اوضاعهم وذلك من اجل جذب الزبائن، فالحالة الشرائية بكل انواعها لا تسر والجهات المعنية في الدولة ايضا لا تبدي استعداداً جاداً وفعالاً وخصوصاً فيما يتعلق بكيفية حل قضية مواقف السيارات التي لن تحل على رغم أن هناك - كما يقال - خطة لدراسة سوق المنامة عند باب البحرين التي يبدو أن المسئولين يحضرون رسالة الدكتوراه لحل هذه القضية الازلية.
لا ادري هل هذا تقصير متعمد ام اهمال بتاريخ سوق مهمة تمثل الهوية البحرينية والشريان الاقتصادي على مر العصور... فلا تاجر بحرينياً مسلماً سنياً كان أو شيعاً أو يهودياً أو مسيحياً أو بهائياً إلا وفتح هذا الملف واشتكى حاله للصحافة التي بدورها كانت ومازالت تنقل شكواه والحكومة حتى الآن تدرس خطة السوق على رغم أن هناك مبتكرات وحلولا رائعة وضعها المهندس البحريني احمد ابوبكر جناحي بشأن حل مشكلة سوق باب البحرين وذلك عبر تشييد ميدان باسم المكان وبناء مجمع لمواقف السيارات تحت الأرض، لكن الفكرة لم تتم الموافقة عليها وخصوصاً انها لو نفذت فسنحظى بميدان حقيقي على غرار العواصم الكبرى يكون مخصصا للمشي يقابله موقع المرفأ المالي وبذلك يصبح لدينا مكان نتمشى فيه مع ابنائنا في ظل غياب اماكن مفتوحة وحدائق عامة بمعناها الحقيقي.
في السياق نفسه، نجد ايضا تجار شارع الزبارة يعبرون عن استيائهم الشديد من وضع الشارع المذكور نظراً إلى عدم توافر مواقف كافية فيه لسيارات زبائنهم، إذ يستأثر المتوجهون إلى كنيسة القلب المقدس الكاثوليكية بغالبية المواقف، الأمر الذي يدفع الزبائن للاتجاه إلى محلات أخرى لشراء حاجاتهم. فكنيسة القلب المقدس ليست فقط مكانا للعبادة بل اصبحت مكانا تزاول فيها جميع انشطة الجالية الآسيوية تحديداً، فهي - على حد كلام التجار - تستخدم كمدرسة وللصلاة على الميتين ولإحياء حفلات اعياد الميلاد (الكريسماس) وايضا الاعياد الشخصية وغيرها، والنتيجة هي ازدحام المنطقة بقاصدي الكنيسة طوال الأسبوع وعدم توافر مواقف للمواطنين المتجهين إلى المحلات على رغم أن اصحاب هذه المحلات ملزمون بدفع رواتب الموظفين وإيجار المحل وفواتير الهاتف والكهرباء، غير أن استمرار هذه الاوضاع على هذه الحال يجعل من الصعب حتى تغطية مصروفاتهم وذلك بسبب ضعف حركة البيع والشراء. مشكلات قطع ارزاق تجار سوق باب البحرين اولا وثانيا شارع الزبارة في المنامة هي هموم بحرينية وواقع مفروض على تجار البحرين من الكبير إلى الصغير والضرر يأتي بنسب مختلفة بحسب حجم تجارة كل شخص وان كانت هذه الفئة على اتم الاستعداد للتعاون في مشروع «ماكينزي» لحل مشكلات البحرين في البطالة والمستوى الاقتصادي فعلى الاقل تسمع شكواهم وتعدل امور الشوارع ومحلاتهم التي توارثوها عن آبائهم واجدادهم... فهل نسمع عن معجزة قريبة تحدث في باب البحرين وشارع الزبارة من قبل الجهات المعنية؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1294 - الأربعاء 22 مارس 2006م الموافق 21 صفر 1427هـ