العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ

السيطرة على الإسلام... مطلب أميركي

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في عمود الأمس... كنا نتحدث عن الحلم الأميركي في السيطرة على الدين الإسلامي... لاعتقادها بأنه فقط أيدلوجية... وليس ديناً سماوياً أتي به خاتم النبيين وسيد المرسلين رسول الله محمد ابن عبدالله (ص)... الولايات المتحدة الأميركية دائماً ما تعتقد بأن الدين الإسلامي هو دين الإرهابيين... وهي تفصل الإرهاب بالمقاس الذي تريده... وعلى هواها... بما يعني أن مقاومة جيوش الاحتلال لأي بلد مسلم أو عربي مسلم تسميها أميركا إرهاب... والسجن التعسفي للمسلمين في أقفاص حديد موجودة في أرض مستأجرة من بلد أخرى تقع في جزيرة نائية، وبعيدة عن أية قوانين إنسانية... ومن دون أي ذنب ارتكبوه... وبدون أية محاكمة... تسميها أميركا عين العدالة... أميركا ... وحباً في حليفها الاستراتيجي «إسرائيل»... تريد السيطرة على ما يضايق ابنها المدلل وعدوه اللدود... وهي تعرف بأن الإسلام هو العدو الرئيسي للصهيونية العالمية وللصليبية التي تريد السيطرة على بيت المقدس... لذلك فإن الحل الوحيد لديها لتركيع المسلمين هو في السيطرة على منابع دينهم الإسلامي... مكة المكرمة والمدينة المنورة... الواقعتين في منطقة الحجاز في المملكة العربية السعودية... وذكرنا بالأمس أن هذه المنطقة المهمة لجميع المسلمين في العالم، هي التي تشكل للجيوش الأميركية الهدف الاستراتيجي... وهي حالياً تسعى وبكل قوتها لتصعيد الموقف والتجهيز لاحتلال هذا الهدف في أقرب فرصة ممكنة... وعلى هذا الأساس يجب أن ينتبه المسلمون... وعلى الخصوص الخليجيون والعرب... لأن اللعبة الأميركية خطيرة وإذا بدأت فإنها سوف تصيب، وتجرح، وتقتل الجميع... الهدف التعبوي (العراق) اعتقدت أميركا بأنها سيطرت عليه بعد هزيمة الجيش العراقي وإلقاء القبض على ما كان يشكل القيادة العراقية من مسئولين ومساعدين... ولكن هذا كان اعتقاداً فقط... لأن المقاومة العراقية الباسلة رفضت هذا الاحتلال، وأنزلت بالقوات الغازية الكثير من الخسائر البشرية... حتى أن الجيش الأميركي أصبح يخجل من ذكر الأرقام الصحيحة لخسائره...

كان في ذهن الولايات المتحدة الأميركية أن العراق يشكل هدفاً تعبوياً سهل السيطرة عليه واحتلاله، ومن المفترض بالنسبة للجيوش الأميركية والحليفة معها أن تكمل مهمتها في غضون أشهر قليلة حتى يمكنها التفرغ في التحشيد للهجوم على هدفها الاستراتيجي... ولكن شعب العراق العربي الشديد البأس أبى إلا أن يقول كلمته... ويلقن جيوش الاحتلال درساً لايمكن نسيانه... درساً يذكرهم بما جرى لهم في فيتنام... لذلك ... وعندما عجزت أميركا... وأحست بقرب هزيمتها في العراق... بدأت في عمل التحالفات المشبوهة... مرة في اليمين، ومرة في اليسار... ولابد هنا أن ننبه بأن أميركا لايوجد لديها صديق... وصديق الأمس ممكن أن يكون عدو اليوم... وعدو الأمس قد يكون صديق اليوم... هي تبدل أصدقاءها حسب المصالح... وتبدل أعداءها حسب المطامع... وعدوها اللدود الذي لايمكن أن يتبدل هو الدين الإسلامي... وعلى هذا الأساس يجب على كل دولة... أو منظمة... إسلامية أو عربية... أن تتنبه وتحترس وتقرأ التاريخ قبل أن تفكر في وضع يدها في اليد الأميركية...

أميركا الآن تريد أن تفرق بين أبناء الدين الإسلامي الواحد الذين جميعهم يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله... مرة تخبر السني بأن عدوه اللدود هو أخوه الشيعي والعكس، ومرة تقوي الشيعي ضد أخيه السني والعكس... هي تلعب على المذاهب وتغذي نيران الطائفية حتى يسهل عليها القضاء على من يعتنق المذهبين الكريمين بعد تفرقتهم... ويجب الانتباه جيداً إلى هذا المخطط الاستعماري الذي سوف يحرق الأخضر واليابس... وهي الآن مثلما تعمل لعبتها التي لن تنتهي في العراق الشقيق فإنها قد بدأت في نقل هذه اللعبة إلى بلادنا... البحرين ... أميركا تحاول أن تشق صفوفنا المسلمة في البحرين... وتحاول أن تشعل وتغذي نيران الطائفية... حتى تضعفنا وتملي علينا شروطها... وترضي طرفاً آخر هو الآن حليف لها وله أطماع في المنطقة... وهي لاتعلم بأن البحريني إنسان مفكر وعنيد ولايرضى على دينه ولاعلى أهله... وإذا كانوا هم يأكلون الرطب، فنحن نحسب لهم الطعام (النواة)... وإذا كان العراق عليهم عصياً فإن البحرين سوف تكون أعصى...

كلمة أخيرة بودي أن أقولها لأميركا... ابعدوا عن ذهنكم السيطرة على الإسلام لأنها صعبة المنال... وابعدوا عن ذهنكم المساعدة في إشعال نار الطائفية في البحرين لأننا جميعاً إخوة ومتحابون في الدين وفي الحياة...

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً