في اللغة، ترمز كلمة الأم إلى «أم الرأس»، فالأم هي الجزء الواقع في الجانب الأعلى من الرأس، بحيث تتحكم في باقي الجسد، إشرافاً، وعلواً، ورفعة. والأم، مصطلح حمل على الدوام معاني مختلفة، فإن أردت أن تجمع معاني العطاء والمحبة والتقدير في مصطلح واحد، يمكنك أن تختصره في مصطلح الأمومة. ومناسبة هذه المقدمة، هي بطبيعة الحال «عيد الأسرة» الذي صادف أمس، وهي مناسبة تعزز كل عام مفاهيم الأبوة والأخوة والأمومة، وحب الأسرة بشكل عام. وهي مفاهيم بدأت تبتعد شيئاً فشيئاً عن واقع حياتنا، وعصرنا ذي الإيقاع السريع الملئ «ببدائل» عن الأسرة وأفرادها. وربما كانت هذه المناسبة، التي لا يعترف بوجودها البعض، فرصة بسيطة جداً لتذكر كل تلك المفاهيم، وإحياء كل تلك المشاعر تجاه الأسرة. ورغم أن الاحتفال بالمناسبة، شأن يعتبره البعض «طفولياً»، إلا أن استيعاب مفاهيم العلاقات الأسرية شأن أكثر «تقدماً في العمر»، إذ إن وعي الإنسان بأهمية علاقته مع أسرته، حافز رئيسي لتقديره الحقيقي لمعنى هذا اليوم. فلنقدر جميعاً هذا اليوم، ولنقم بسن «طقوس» خاصة به ينتظرها جميع أفراد الأسرة، لتكون مناسبة سنوية، يحتفلون بها ويهتمون بحضورها.
في النهاية، تحية تقدير واحترام، لجميع الأمهات والآباء، في يومهم «اليتيم» الذي يتذكرهم فيه العالم. وتحية خاصة مني في ذكرى الاحتفال السنوي الذي نعده أنا وإخوتي السبعة، «بتواطؤ» كل عام، إلى صاحبي الفضل علينا جميعاً، وأي فضل. أمي وأبي.
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ