في لقائه التلفزيوني الأسبوعي »الاثنين« استضاف الإعلامي الكويتي السنعوسي مساء الاثنين الماضي أستاذين جامعيين من بينهما أحمد الربعي. موضوع الحلقة كان »الفساد في الكويت«. تناول الثلاثة استشراء ظاهرة الفساد في دولة الكويت، واستعان الضيفان بأرقام وإحصاءات، شخصت في محصلتها معاناة الكويت من الفساد الذي بات، وحسب ما جاء في مداخلات ضيوف الحلقة، سلوكا يومياً في المجتمع الكويتي.
علامات فارقة رفعها المشاركان في الندوة تهدد مستقبل الكويت يمكن أن نلخصها في النقاط الآتية:
1. الثقافة المجتمعية للفساد: وتناولتها الحلقة من جوانب مختلفة أبرزها تحول الفساد إلى سلوك يومي يسيطر على ذهنية المواطن أيا كان موقعه، وبالتالي ينعكس في ممارسات المواطن الكويتي. ودللت الحلقة على ذلك بمجموعة من الشواهد بدءاً من الاستهتار بقوانين المرور، معرجة على العلاقة بين الطالب والمدرس في الجامعة، انتهاء بالأراضي الممنوحة مجاناً لمن لا يحتاج إليها.
2. تمأسس الفساد: حذرت الحلقة من خطورة تمأسس الفساد، أي عندما يتحول الفساد إلى إحدى مؤسسات المجتمع، بما فيها مؤسسات المجتمع المدني. وشدد المشاركان هنا على ظواهر حية محددة، كان من أبرزها إرساء المناقصات الكبيرة، على مؤسسات ليست هي الأحق بها.
3. اللامبالاة بالفساد: أشهر اللقاء سيف انتشار ظاهرة خطيرة في المجتمع الكويتي تتجسد في تكرار الحديث عن الفساد وكأنه حالة طبيعية في المجتمع، لا ينبغي التصدي لها، ما أشاع حالة من اللامبالاة التي تهدد مستقبل الكويت كدولة وأجياله القادمة كمجتمع.
4. المدخل الوسطي: اتفق المشاركان في الندوة على أن المدخل الصحيح لمعالجة الظاهرة ليس التهويل اللامحدود لها، ولكن بالمقابل، ليس بالتكتم عليها والتستر على مظاهرها، ومن ثم فإن أفضل المداخل هو المدخل الوسط الذي يتناول المشكلة في حيزها الصحيح الذي تحتله.
المثير في الموضوع هو الحل الذي اقترحه الربعي والذي دعا فيه إلى عقد مؤتمر وطني تشارك فيه كل قوى المجتمع... الدولة، والقطاع الخاص، والمثقفون، ومؤسسات المجتمع المدني. دعا الربعي الجميع إلى اللقاء واضعا أمامهم شرطا أساسيا واحدا للحضور وذلك هو، تمتع من يشارك بالشفافية المطلقة التي تكشف العورات أمام الجميع على أن يكون ذلك الكشف ليس من أجل التشفي أو تحقيق المصالح الخاصة بقدر ما هو من أجل إنقاذ الكويت من مستقبل مظلم يتربص بها.
ممتعة كانت تلك الحلقة التي تخللتها إشارات كثيرة للكثير من الظواهر التي نشاهدها في مجتمعات خليجية أخرى، ولعل هذا هو الذي يجعلها تثير علامة استفهام كبيرة هي: هل الكويت هي الدولة الخليجية التي تكتوي بنيران الفساد؟
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ