الآن وبعد أن أسدل الستار على بطولة دوري كأس خليفة بن سلمان التي تمثل قمة الهرم في المسابقات المحلية، لا بد من القول - في البداية - إلى فريق المحرق بطل الدوري «مبروك»، وهذا ليس بجديد على نادي يطلق عليه «قلعة البطولات». ونقول لفريق الرفاع الذي كان ينتظر التعادل على أحر من الجمر «هاردلك» فقد كنت تستحق اللقب. كما نقول لفريق الأهلي «كانت بين يديك لـ90 دقيقة وذهبت لغيرك... ظلمكم اتحاد الكرة بمسرحية تحكيمية هزلية، وظلمكم بوقوفكم شهرا و4 أيام من دون مباريات رسمية، ولكن في النهاية ظلمتم أنفسكم بتصرفات جماهيرية غير مسئولة».

أما مجلس إدارة اتحاد الكرة، صاحب الشأن في تنظيم هذه المسابقة. فنقول له «إنكم السبب في خروج نهائي دوري كأس صاحب السمو رئيس الوزراء بمثل هذا «المنظر المشين» لأنكم نظمتم هذا العام أسوأ دوري في تاريخ كرة القدم البحرينية... فمنذ بدايته وحتى نهايته كانت الأمور فيها الكثير من التخبط والعشوائية، بفضل أسلوبكم غير المسئول في تنظيم المسابقة وتنفيذ برنامجها الزمني الذي تأجل أكثر من مرة، حتى كدتم في الأخير تقعون في فضيحة قانونية فاحشة حينما قررتم إقامة وقت إضافي لمباراة المحرق والأهلي في حال فوز الأهلي على المحرق وخسارة الرفاع أمام المحرق، وكأنكم تعيشون على كوكب آخر صنعتموه لأنفسكم لا ترجعون فيه إلى قوانين «الفيفا». إضافة إلى أنكم لم تستفيدوا من تجارب الدول الشقيقة، أو من بقية الاتحادات الرياضية البحرينية التي جلبت حكاما محايدين للنهائيات. لذلك كانت نهاية الدوري مأسوية تدل على فشلكم في التنظيم، حتى أصبحنا اليوم نطالب بألا تقترن أسماء قادة هذا البلد ورموزه السياسية بدورياتكم الهابطة حتى لا تسيئوا إليهم أو إلى أسمائهم لأنهم اكبر من ذلك. فهل شاهدتم كيف كان التنظيم الرائع للنهائيات في السعودية أو الإمارات وقطر وبقية دول العالم، أم أنكم «لا تسمعون ولا تشاهدون».

ما حدث لحكم المباراة الخباز يعد أضحوكة بكل المقاييس، لا يقبله منطق سليم لحكم يدير مباراة نهائية كان المفروض انه استعد إليها خير استعداد، ولكنه أصيب ثم أكمل وأخيرا اعتذر، وكأنها أصبحت فصول مسرحية كوميدية ساخرة رسمها المخرج بعناية، ولكنه فوجئ بتحول المسرحية إلى نهاية مأسوية وبكاء وتكسير وضرب الأخلاق الرياضية العالية! سببه الأول والأخير خروج الحكم الأساسي ودخول الحكم البديل الذي تسرع في احتساب ركلة جزاء شاهدنا بطلانها بالعين المجردة، فلا تحتاج إلى إعادة لمعرفة صحتها، ولا تحتاج إلى تدقيق، لان الطفل اليوم أصبح يعرف ان اتخاذ العقوبة من الحكم يحتسب على مكان وقوع الخطأ ولا يحتسب على مكان وقوع اللاعب... ومن يشكك في خطأ الحكم فعليه مشاهدة شريط المباراة، ولكن يكفي أن أشير إلى أن المحللين في القنوات الرياضية الخليجية أجمعت على ذلك!.

أخيرا، أقول لاتحاد كرة القدم ولن أوجه القول إلى لجنة المسابقات، لان رئاسة لجنة المسابقات بحسب ما هو متعارف عليه في اتحاد الكرة، يجب أن يترأسها نائب رئيس الاتحاد أو أمين السر، حتى يكون لها وزنها وقوتها. إلى متى ستظلون على هذا التخبط وعدم الرؤيا الواضحة لكل الأمور، وكأن الأندية ولاعبيها وجماهيرها لا وزن لهم عندكم ولا قيمة لهم. والى متى ستظل كرتنا تتراجع إلى الخلف بسبب تنظيمكم السيئ، والى متى ستبقون أسرى للقرارات الفوقية - لا حول لكم ولا قوة - وبماذا تفسرون عقد اجتماع لجنة الانضباط التابعة إلى اتحادكم وهو اكبر مؤسسة رياضية أهلية - غدا الأحد - في مبنى حكومي وهو مبنى المؤسسة العامة للشباب والرياضة... فهل هذا ضعف في أعضاء من مجلس إدارة الاتحاد على اتحاد القرار الحازم المناسب أم انه تخاذل منهم؟

وأقول لجماهير النادي الأهلي، إن ما حدث من البعض منكم هو الخطأ بعينه. ولا يجوز أن نعالج الخطأ بالخطأ. قال تعالى: «ولا تزر وازرة وزر أخرى»، لان المباريات فوز وخسارة. والحكم بشر معرض للخطأ، ولكن ما حدث من البعض منكم فيه إساءة لاسم ومكانة النادي الأهلي، قد يطال بسببه النادي الغرامات المالية والإجراءات القانونية.