يشارك نحو 300 عالم ومفكر في «المؤتمر العالمي لنصرة النبي» اليوم وغداً في المنامة بهدف نقل صورة مشرقة عن القيم والمفاهيم الإسلامية المعتدلة وذلك من خلال التعريف بنبينا محمد (ص) ومواجهة الموجة العدائية للصحافة الدنماركية والغربية التي استهدفت النيل من شخص الرسول الكريم.
قبيل انعقاد المؤتمر، ناشدت إحدى الشركات الدنماركية المتخصصة في المواد الغذائية المؤتمر «تغيير موقف العالم الإسلامي من مقاطعة منتجاتها، والنظر بعين الانصاف الى مستثمري وموظفي الشركة الذين أبدوا استياءهم واستنكارهم الشديد لنشر صحيفة «يولاندز بوستن» الدنماركية الرسوم المسيئة إلى النبي الكريم».
المناشدة من الشركة الدنماركية، والحضور الرفيع المستوى للمؤتمر يدلان على أن المسلمين يستطيعون ايصال صوتهم بأفضل الوسائل الحضارية، وأنهم قوة يحسب لها كل حساب، وأن الآخرين الذين يخشون الاستهزاء برموز الأديان الأخرى، لكنهم يتطفلون على شخصية نبينا سيفكرون أكثر من مرة قبل جرح مشاعر المسلمين.
العلماء والمفكرون المجتمعون في البحرين يستهدفون ترشيد ردود الأفعال الشعبية، وفي الوقت ذاته استثمار الزخم الكبير لما حدث لترتيب البيت الداخلي لنشاط المسلمين على المستوى الدولي، بحيث يمكن تحديد آليات للرد على الإساءة إلى الرسول الكريم، والتعريف بجوهر شخصيته لمن لم يسمعوا عن المسلمين سوى الأخبار السيئة، والقصص التاريخية المشوهة.
هناك مقولة تتكرر في الغرب عن «حرية التعبير»، وعن أن هذه الحرية مقدسة وليس لها حدود... لكننا نعلم أن هناك حدوداً فرضت على حرية التعبير في الغرب. مثلاً، لا يمكن لمن يمجد هتلر أن يكتب أو يتحدث علناً، وإلا تمت معاقبته في ألمانيا، كما لا يمكن لأحد أن يمس المقدسات اليهودية، أو أن ينكر أن المحرقة حدثت، ولا يمكن في بعض الدول تسمية الشاذين جنسياً بأنهم «شاذون»، إلخ. وقد تم تشريع قوانين في ذلك، مثل القرار الذي أصدرته الأمم المتحدة في الصيف الماضي القاضي بمحاسبة من ينكر المحرقة اليهودية، بل ويكافئ القرار أي دولة تتعهد بتدريس مظلومية اليهود في أوروبا قبل الحرب العالمية الثانية، وتم تخصيص يوم عالمي من أجل استذكار ما حدث لليهود على أيدي النازيين.
إن ما نأمله هو أن نحافظ على حق حرية التعبير، وهو جوهر ديننا العظيم، لكن في الوقت ذاته فإن من حقنا أن نحصل على احترام لمشاعرنا، تماماً كما يحصل اليهود وغيرهم على احترام لمشاعرهم، ويتم تجريم التعرض لهم بالتجريح. ومثل هذا الحق لا يمنع من توجيه الانتقادات إلى المسلمين وأساليب حياتهم أو تفكيرهم أو المنهج الذي يتبعونه نحو هذه القضية أو تلك، لكنه يعني أن تلك الحرية يجب ألا تتجاوز حدودها لتصل الى تجريح المشاعر واستثارة الكراهية بين الثقافات.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ