فسيد الشهداء (ع) بلا ريب هو مثال البيئة الصحية السليمة وقد عمل على إزالة التلويث الأموي وعلاجه والحفاظ على البيئة نقية صحية حتى لو كلف ذلك نفسه وأهليه وما ملك. كما قال السيد جعفر الحلي عليه الرحمة عن حال الأمة وقد تحكم فيها أمويو التلوث والتلويث:
قد أصبح الدين منه يشتكي سقماً
وما إلى أحد غير الحسين (ع) شكا
فما رأى السبط للدين الحنيف شفى
إلا إذا دمه في نصره سفكا
وما سمعنا عليلاً لا علاج له
إلا بنفس مداويه إذا هلكا
نفسي الفداء لفادٍ شرع والده
بنفسه وأهليه وما ملكا
وتفريعاً، فالتلويث إما مادي أو معنوي. واليوم نلاحظ في مواكب العزاء هناك تلويث مادي وتلويث معنوي. أما التلويث المادي فهو رمي المخلفات والقمامة ولعله حتى بقايا الأكل والأرز ونحوه في الشارع لا في الحاويات. وأما التلويث المعنوي فهو متعدد منه: افتتان النساء بالرجال والرجال بالنساء وتحين الفرص من كليهما للنظر الحرام والحديث الحرام والمواعيد الحرام. وصار الموكب والمأتم ملوثين بفئة أضلها وأغواها الشيطان وسولت لها نفوسها الأمارة بالسوء. فواسوأتاه، هذا تلوث عظيم وخطير. الحرام هذا مضاعف لأنه يتزامن مع ذكرى مقدسة طاهرة ومع سيد الشهداء (ع) الذي هو النقاء كله. وإلا فبإمكان هؤلاء أن يفعلوا الحرام ذاته بل وأعظم منه في غير هذا الزمان وفي غير هذا المكان والتجمع. ولكن الغواية الكبرى والضلال الأعظم هو العمى حتى عن هذا الزمن المقدس والمكان المتعلق بالذكرى النقية، وإيتان المنكر والمحرم في الزمان المحرم. أيها المرتكب حراماً ارتكبه لكن في غير هذا الزمان. لا نخاطبك بترك هذا المنكر والمحرم ولكن نخاطبك أن تأتي في واديك المنكر مستتراً عن نظر ومعاينة الآخرين، وفي غير الزمان المخصوص.
الرياء والشهرة وحب الظهور، هذه الأمور لعلها تورث النفاق، وهي تلويث للقلب وتلويث للفطرة. وهذه الأمور على بون شاسع وعلى النقيض وفي المقابل من سيد الشهداء (ع)، وهذه الأمور لا نعرفها نحن ولا نطلع عليها لكن قد تشير إليها بعض الكلمات وبعض النظرات والقسمات. كما قال أمير المؤمنين (ع): «ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر على فلتات لسانه أو قسمات وجهه».
التحزب والفئوية والجمود والاحتكار في موكب أو مأتم أو خطيب ونحوه. وبعض الخطباء الفضلاء الأجلاء أوضحوا الفرق بين الدنيا والأرض. وهذه الأمور التي ذكرت هي دنيا لأن لها تعلق وتعود وارتباط برؤية معينة تتمثل في الحزب أو الفئة أو الموكب أو المأتم أو الخطيب ونحوه. «كل حزب بما لديهم فرحون». وهناك مصاديق أخرى عن التلويث المعنوي.
أود توجيه الشكر الجزيل إلى جهتين على دورهما في التقليل من التلوث المادي في المواكب العزائية. الأولى للدراز والثانية للسنابس. أما الدراز فقد طلب بعض الإخوة القائمين على إدارة الموكب من جمعية أصدقاء البيئة ممثلة في رئيس اللجان محمد كاظم بن محسن توفير أكياس لجمع القمامة وحاويات وقفازات لجمع القمامة. وقد أبدوا حرصاً على المساهمة العملية في تنظيف وإزالة مخلفات موكب العزاء. وقامت جمعية أصدقاء البيئة بدورها بالتنسيق مع شركة عالم فلورا، إذ وفرت الشركة الأكياس والقفازات ولم تتمكن من توفير الحاويات. أما السنابس فقد حرص الرادود في بداية سير الموكب يوم العاشر عصراً على توجيه جميع المشاركين (سواء في داخل الموكب أو المتجمهرين حوله وحواليه) بإلقاء القمامة والمخلفات في الأماكن المخصصة ووجههم إلى المحافظة على نظافة الشارع وأوصاهم بترك رمي المخلفات في الشارع على خلاف المألوف. فليس من العادة في البحرين أن يوجه الرادود لمثل هذا الأمر. تحية وشكر لهؤلاء الذين حرصوا على ترك صورة راقية سامية عن الموكب بالحفاظ على نظافة الشارع.
ونريد الالتفات إلى أن:
«فئة قليلة ترمي القمامة والمخلفات ولا تكترث بالتلويث، ولعل الكثير منهم من صغار السن». «هناك فئة قليلة جداً تلتزم بإلقاء القمامة في الحاويات». «هناك فئة تلوث ولكن بغير قصد ومن دون التفات». «النساء الموجودات المتجمهرات لا عذر لهن أبداً في التلويث».
وهناك عدم اكتراث بإلقاء القمامة في الحاويات من قبل البعض، وذلك لأن: «وظيفة البلدية هي التنظيف وسيقوم العمال بذلك على أي حال». «الشارع ملك عام وليس ملكاً خاصاً ليس كالمنزل والمكتب الذي يحافظ على نظافته لملكيته». «الازدحام وكثرة الناس الموجودين في مكان محدود يكون من الطبيعي معه التلويث بغير قصد ربما وبسبب الزحمة فقط». «عدد الحاويات قليل وهي بعيدة عن محال توزيع الأكل والشرب». ولعل البعض يقول إن في نشر مقال عام في صحيفة منتشرة ورقياً وإلكترونياً فضحاً لا نصحاً وإساءة لا إضاءة. لكن ينبغي أن نلتفت مرة أخرى إلى أن موضوع الأمر عام وهو الشارع. كما أن جماعة يقومون بالتلويث وبالتالي التوجيه يكون عاماً. والشكر والتحية لهؤلاء في الدراز والسنابس وأضرابهما محاولة لحفر غيرهم لتقليدهم والعمل مثلهم. هذا هدف وأمل. هذا بالنسبة إلى التعامل مع التلوث المادي. ونترك للعلماء الفضلاء والخطباء والمؤمنين وشرطة المجتمع والمسئولين أن يتواصوا بالحق ويتعاملوا مع كل منكر ليزيلوا التلوث المعنوي كذلك. ومن المهم التذكر أنه ليس من سيد الشهداء (ع) من يلوث نصاعة ونقاوة وسلامة حركته ونهضته التي هي الوحيدة في الكون النقية والناصعة في كل مفرداتها وشخصياتها. وبعد هذا الموسم ينبه أحد كبار أئمة الجمعة من فضلاء علمائنا المبرزين في البحرين إلى سؤال: كم كان أثر موسم عاشوراء بالقياس لحجم الصرف والجهد والطاعة والوقت فيه؟ كما كان الأثر روحياً، معرفياً، دينياً، اجتماعياً...الخ؟ الإجابة على هذا السؤال مهمة جداً. علينا أن نقف على كمية الأثر والتأثير، وأن نقيس حجم التأثير بين ما قبل الموسم وما بعده. واهتمامنا الحالي لا يولي هذا السؤال أهمية تناسبه، مع الأسف.
ولنتذكر جميعاً أن سيد الشهداء (ع) هو سيد للشهداء فإذا لم تكن شهيداً لا يكون لك سيداً. وكذلك هو سيد شباب أهل الجنة، فإذا لم تكن من شباب أهل الجنة لا يكون لك سيداً. هكذا يكون سيد الشهداء (ع) راقياً سامياً لمنزلة السيادة على الشهداء وعلى شباب أهل الجنة ولأنه لا يقبل أن يسود إلا على من هم من الشهداء أو من شباب أهل الجنة.
جلال بن مجيد
باحث والمنسق الإعلامي - جمعية أصدقاء البيئة
كان الخناق يضم البكاء
وأدلى حزين بصرح العزاء
ومدرعـة الفجر عارية
لتلف بكسفٍ ينـير الخباء
كأن البلاغة عـابسة
وفضت بمنزلةٍ في العراء
ومنـزلة الفضلُ نكسها
تفاضلُ ما ينكس الأتقياء
وعينـين حلم سما عمداً
تفقا بالفقد يوم البلاء
وركبُ التقى والصفا والعلا
صديع، فجيع، وجيـع البهـاء
وحملاق سمو مزك هما
قذاها حميم يصب الدماء
ورشدُ الهدى خلف زهد الرضا
يصلي اختناقاً بدمع الوفاء
تشق السيادة رمساً مُضاء
وتبكي مُودعة وا إباء
وكم من مناد أيا مجتبى
وداعاً لهوفاً يا ذات العلاء
يا ذات التواضع يا محسنا
وذات الكرامة ذات السخاء
عليه الإمامة تبكي احتراق
وتبكي النبوة والأنبياء
وتبكي الشرائع والسنن
وما أنـزل الله للأتقياء
ونار السلام وجُبُ الأمان
بكاء الصغير وفلك البقاء
وملك الأنام، صعود السماء،
وناقة طور وذبح القضاء
فسبط محمد في نعشه
ممددُ عاري السنا والضياء
بمدفنه قد توارى الولي
وصي أبيه أبي الأولياء
وأي البقاع تواري الشذا
لفتـه طعون برمي العداء
له كفن مزقته السهام
أجثـة سبـط الرسول تساء؟
وذا المجتبى بيـن كـل الورى
هوى الأتقياء كما الشرفاء
أحمد عبدالله الدفاري
بالإشارة إلى الموضوع المنشور بصفحة كشكول في صحيفة «الوسط» الغراء في عددها رقم 1285 المؤرخ في 14 مارس/ آذار الجاري تحت عنوان «45 ديناراً فقط ولا تخلو من الاستقطاعات»، وبعد عرض الموضوع على الجهة المعنية وافتنا بالرد الآتي.
إن وزارة التربية والتعليم تسعى إلى رفع المبلغ المقطوع للمستخدمين العاملين في مراكز محو الأمية وتعليم الكبار بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة، وذلك في إطار اهتماها بجميع منسوبيها وسعيها نحو تعديل أوضاعهم الوظيفية.
علماً بأن الوزارة قامت في الفترة الماضية بتعديل مكافآت العمل بالنسبة إلى المشرفين والمعلمين الذين يعملون بنظام العمل الجزئي والتابعين لإدارة التعليم المستمر.
نبيل عبدالرحمن العسومي
رئيس العلاقات العامة
اشارة إلى ما نشر في صحيفتكم الغراء «الوسط» العدد 1259 الصادر في 16/2/2006 بخصوص غلق المنفذ إلى أبوقوة بتوقيع الأهالي.
نود الافادة بأنه تم تأجيل العمل بشارع 55 لحين الانتهاء من المرحلة الأولى من انشاء شارع 33، ولكي يتم تسهيل حركة المرور الداخل والخارج لقريتي أبوقوة والسهلة الشمالية مع مراعاة أن يستمر العمل بشارع 33 على مراحل لتتسنى تكملة الأعمال الانشائية لذلك الشارع في الفترة المحددة.
إشارة إلى ما نشر في صحيفتكم الغراء «الوسط» العدد 1254 الصادر في 11 فبراير/ شباط على الصفحة الأخيرة بخصوص الإسراع في ردم الحفريات التي تخلفها عمليات الإنشاء.
نود الإفادة بأن أعمال الحفر في الطرقات تكون لتحديد أو إصلاح أو استبدال الخدمات الأرضية من ماء وكهرباء وهاتف ويجب على المقاول المنفذ إصلاح أعمال القطع خلال يوم واحد من انتهاء العمل وتقوم إدارة الطرق بمتابعة دوائر الخدمات المختلفة للتأكد من وفاء المقاولين بالتزاماتهم.
مجموعة خدمة المجتمع
العلاقات العامة وخدمة المجتمع
وزارة الأشغال والإسكان
العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ