اتفق علماء الدين على أهمية إيصال القيم الإسلامية على حقيقتها إلى الغرب من خلال صوغ الشخصية المسلمة على أساس القيم الإسلامية المعتدلة والتي تقبل الآخر، كما أجمع العلماء على أهمية عقد المؤتمر العالمي لنصرة الرسول (ص) بعد تعرض شخصه الكريم للاعتداء من قبل بعض الصحف الدنماركية، ولتوحيد جهود الأمة للتعريف بالإسلام ونبيه محمد (ص)، مؤكدين على ضرورة الوحدة الإسلامية ونبذ الطائفية.
المعاودة: المؤتمر لحل قضية الاعتداء على الرسول
أوضح النائب الثاني لرئيس مجلس النواب وأحد منظمي مؤتمر النصرة الشيخ عادل المعاودة «أن المؤتمر جاء بعد محاولات الوصول لتحركات عملية مع الجهات الرسمية الدنماركية التي كانت ترفض بشكل قاطع الوصول إلى حل مناسب بشأن الاعتداء على الرسول الأعظم (ص)»، مشيرا إلى ان «الهدف من المؤتمر هو محاولة الوصول الى حل لهذه القضية وخصوصاً أن هناك ردود فعل غير مسئولة وغير مشروعة وهذا المؤتمر لمنع ردود الفعل المعاكسة لتلك الأعمال على الأمة».
الجودر: لا بد من وضع تصورات لشخصية المسلم المعتدلة
أوضح الشيخ صلاح الجودر ان «المؤتمر العالمي لنصرة النبي (ص) مناسبة جميلة وخصوصاً أن جميع الطوائف ستجتمع تحت سقف واحد، كما كان الرسول (ص) شخصية جامعة إلى الجميع من مدنيين و مكيين و قبائل»، مشيرا إلى «ضرورة وضع تصورات عن شخصية الإنسان المسلم والتي يجب أن تنعكس إلى كل العالم من خلال إيضاح أننا لسنا متعصبين و أننا نحترم الطوائف والأديان الأخرى ونقبلها»، مردفا «كما يجب أن نوضح للعالم كله أننا كمسلمين نرفض أية إساءة لأي نبي أو ديانة سماوية وعلى رأس الأنبياء الرسول الأعظم محمد (ص) والدين الإسلامي الخالد كما أننا نرفض الإساءة إلى شعائر رموز أية دولة».
وأضاف الجودر «أتمنى نجاح المؤتمر وأن يدفع المؤتمر إلى مزيد من التواصل مع شعوب العالم ونقل الإسلامية إلى الغرب»، مشيرا إلى «أن الاستهزاء بشخصية الرسول الأعظم (ص) سواء في حياته أو مماته لن ينال من شخصيته الشريفة».
المحفوظ: ينبغي على الأمة تجسيد القيم الإسلامية
أوضح رئيس جمعية العمل الإسلامي الشيخ محمد علي المحفوظ ان «الرسول الأعظم (ص) لا يحتاج على نصرتنا فهو منصور من قبل الله، ونحن نتشرف بأن نتحدث عن الشخصية التي استطاعت ان تجمع الناس بجميع أجناسهم ولغاتهم حول منهجها العظيم وذلك من خلال تكوين نسيج إنساني عظيم مبينا على القرآن الكريم والمساواة بين الناس وإزالة كل العوائق للتآخي بين الناس»، مشيرا إلى ان «الرسالة الإسلامية استطاعت أن تجمع من حولها جميع الناس منذ بدياتها حتى يومنا هذا».
وأضاف المحفوظ «أن من يتجاوز على الرسول الأعظم اما ان يكون حاقداً معانداً أو جاهلاً أحمق والمطلوب»، مشيرا إلى ان «المطلوب من المسلمين هو تجسيد القيم الإسلامية ولعل الأمة الإسلامية من خلال عدم التزامها بالنهج العظيم للرسول الأعظم (ص) والتفكك تحت مسميات متعددة هي أبعد ما تكون عن تلك القيم التي عمل من أجلها الرسول (ص)»، مردفا ان «الأمة تتشرف بهذا الدين ولكن عليها نبذ الطائفية و العنصرية والطبقية لأنها أساس المشكلات الموجودة فيما بين المسلمين».
وذكر المحفوظ أن «الاعتداء على الرسول مدان وهو أمر مرفوض تماما ولكن ينبغي علينا كمسلمين تجسيد القيم المحمدية لنكون المتقدمين على الجميع لينظر إلينا الجميع ونحن في مقدمة الركب»، موضحا «أن علينا مراجعة أنفسنا عندما نرى مثل هذا الاستهزاء بالأمة ورسولها».
عبدالسلام: المؤتمر التفاف إسلامي لنصرة الرسول (ص)
قال رئيس جمعية الشورى الإسلامية عبدالرحمن عبدالسلام «إن هذا المؤتمر يأتي ضمن ما يشهده العالم الإسلامي من التفاف بشأن رفض الاعتداء على الرسول الأعظم بالرسوم الكركاتورية كما يأتي المؤتمر ليؤكد مكانة الدين الإسلامي ومكانة الرسول (ص) في قلوب المسلمين وكذلك مكانة الديانات السماوية في الإسلام»، مشيرا إلى ان «الإسلام قدر الأنبياء السابقين بحيث لا يجوز الاعتداء على أي دين سماوي أو نبي من الأنبياء بل إن الاعتداء على الأنبياء هو من أكبر الكبائر عند المسلمين»، مردفا «بل أن الإيمان بنبوة الأنبياء السابقين هو من أركان الإيمان في الإسلام». وتوقع عبدالسلام ان «لا يخرج المؤتمر بأية خطوات عملية ولكنه سيكتفي بإصدار بيان يشجب فيه الاعتداء على شخص الرسول(ص) بالإضافة إلى استنكار موقف الحكومة الدنماركية»، مردفا «أتمنى أن تدوم مواقف المسلمين موحدة بشأن قضايا الإسلام المختلفة وخصوصا في ظل الهجمة على الرسول والإسلام والمسلمين من قبل أعداء الأمة لكي يعرف الجميع أن أمة الإسلام لم تمت ولن تموت أبدا».
توجه الدنمارك أنظارها إلى مؤتمر البحرين لنصرة النبي الكريم (ص) الذي سيعقد اليوم وغداً، إذ توجه وفد من أئمة المساجد الدنماركية للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي ينعقد في البحرين في خطوة واجهت النقد من الأحزاب إليمينية الدنماركية.
وذكرت وكالة الأنباء الدنماركية أن الوفد يتكون من الأئمة الذين كانت أحزاب يمينية دنماركية وجهت اليهم تهمة الخيانة العظمى بسبب طلبهم مساعدة العالم الإسلامي بعد نشر الرسوم المسيئة إلى الرسول الكريم (ص)، وان سفرهم الآن ومشاركتهم في مؤتمر البحرين دعا الأحزاب نفسها إلى توجيه طلب إلى الخارجية الدنماركية بان تفرض رقابة دقيقة على المؤتمر لمعرفة مواقف وتصريحات هؤلاء الأئمة وما إذا كانوا سيعملون على إثارة موجة احتجاجات إسلامية جديدة ضد الدنمارك.
أكد الداعون للمؤتمر العالمي لنصرة النبي (ص) الذي سيعقد في البحرين اليوم وغدا على توحيد الجهود الرسمية والشعبية لنصرة النبي «مؤكدين أن المؤتمر» ليس موجها ضد أحد، ولكنه سيكرس لنصرة النبي والتعريف بسيرته والدفاع عنه وتوضيح الرؤية الصحيحة للعالم الغربي، الذي طغت عليه محاولات منهجية لتوجيه صورة الإسلام.
واستعرض الداعون الى المؤتمر في مؤتمر صحافي عقدوه في قاعة مانع الجهني في العاصمة السعودية (الرياض) أهداف المؤتمر والوسائل التي يجب اتخاذها لنصرة النبي.
وقال المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم الشيخ سلمان العودة في المؤتمر الصحافي: «لقد هبت الأمة جميعا حكومات ومؤسسات ودعاة، لنصرة النبي، ولذلك كان التحرك الشعبي ليرشد الحراك الرسمي والشعبي حتى تكون النصرة نصرة مؤسساتية قائمة على أسس متينة وليست وهجا ينطفي» موضحا أنه تم توجيه الدعوة الى نحو 300 ناشط ومؤسسة من مختلف دول العالم.
وأضاف: «علينا أن نستثمر هذا الحدث في التعريف بالرسول وسماحة الإسلام وقيمه المثلى من خلال حملات إعلامية ودعوية منهجية ومنظمة».
وأكد العودة أن «مؤتمر النصرة ليس موجها ضد احد، بل هو لكل المسلمين، وهو يحاول أن يشكل تجمع ينضوي تحت مظلته مجموعة من المفتين والدعاة ورؤساء الجمعيات الإسلامية، فالمؤتمر يشكل إطارا جامعا للحالتين الرسمية والشعبية»، مؤكدا ألا تعارض بين المؤتمر الإسلامي الذي أقيم في كوبنهاجن والمؤتمر العالمي للنصرة في البحرين.
وأوضح العودة أن «المؤتمر العالمي لم يستبعد أحدا، بل حاولنا أن ندعو جميع المهتمين بالقضية، وهدفنا ما بعد المؤتمر وما يتخذ من توصيات فيه، والتي يجب أن توضع محل التنفيذ، وهذا يشكّل تحديا حقيقيا واختبارا لإرادتنا كأمة لا تقبل إهانة نبيها ومقدساتها». لافتا الى ان المؤتمر بدأ التحضير له منذ أكثر من شهر ونصف، وبذلت الكثير من الجهود لإنجاحه، مشيدا باستضافة المملكة لهذا المؤتمر العالمي.
يحظى مؤتمر النصرة الذي سيعقد في البحرين اليوم وغداً بمتابعة واسعة من المواقع الالكترونية الدولية على شبكة الانترنت، وها نحن نفتح باب المشاركات لآرائكم ومقترحاتكم حول كيفية نصرة النبي(ص) عملياً، وتفعيل هذا الحب على أرض الواقع، وترجمته إلى رغبة حقيقية في نصرة الإسلام، واحترام كل المقدسات، وسيقوم الموقع بتحليل هذه المقترحات والمشاركات وتصنيفها ثم نقلها للقائمين على مؤتمر البحرين.
فيما يقول الداعية الإسلامي المعروف والمشرف العام على موقع إسلاميات، وأحد المنظمين للمؤتمر علي بادحدح في موقعه الالكتروني: «يهدف المؤتمر إلى استثمار غضبة المسلمين ردا على الرسوم المسيئة، بغرض ترشيدهاً».
وطرح موقع «الإسلام اليوم» رسالة لمتصفحي الموقع تطالبهم بالاستفادة مما لديهم من رسائل وأطروحات يودّون إيصالها إلى وفود الهيئات والمنظمات الإسلامية التي سيجمع بينها هذا المؤتمر من كل أنحاء العالم، ومن جهة أخرى قامت عشرات المواقع الالكترونية برصد آراء زوارها عن سبل التعاطي مع الإساءة الغربية للنبي الكريم.
العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ