تحتضن المنامة اليوم وغداً مؤتمراً دولياً موسعاً تحت رعاية نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة تحت شعار: «المؤتمر العالمي لنصرة النبي» الذي يعقد اليوم وغداً في المنامة بمشاركة نحو 300 شخصية إسلامية في أضخم تجمع إسلامي يشهده الشرق الأوسط بهدف تنسيق وتوحيد جهود المؤسسات والقيادات الإسلامية للخروج برؤية موحدة لنصرة النبي بمشاركة نحو 300 رجل دين للرد على الإساءات الغربية المتكررة لشخصية خاتم الرسل النبي محمد (ص) والتي بدأتها صحيفة «يلاندس - بوستن» الدنماركية وأعيد نشرها في عدة صحف عبر العالم ما أثار موجة استياء وغضب عارم في العالم الإسلامي وتظاهرات ومقاطعة للمنتجات الدنماركية.
وقال المنسق الإعلامي للمؤتمر الشيخ ناصر الفضالة في تصريح لـ «الوسط» انه تمت دعوة أكثر من 300 شخصية إسلامية حول العالم وتشمل علماء ودعاة ورؤساء جمعيات إسلامية ورؤساء الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا، بينما عملت عدة جهات في البحرين على التنسيق لإنجاح المؤتمر وتسهيل أموره ومنها جمعية الاصالة الإسلامية، جمعية المنبر الوطني الإسلامي وجمعية الشورى الإسلامية، وهذه الجهات تنسق مع بعضها بعضاً لإنجاح المؤتمر، ووجهت الدعوة إلى الجمعيات السياسية والدينية والمسئولين والعلماء لحضور المؤتمر، وسيحضر من العراق عضو مجلس الحكم العراقي السابق محسن عبدالحميد والشيخ جواد الخالصي وكوكبة من علماء الأمة الإسلامية بمختلف الطوائف والانتماءات.
وكشف الفضالة ان «من بين الذين وجهت إليهم الدعوات الشيخ يوسف القرضاوي و الشيخ محمد علي التسخيري والداعية عمرو خالد والمرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله والداعية طارق السويدان والشيخ جواد الخالصي الذي سيحضر من العراق بالإضافة إلى ممثلين عن الجاليات الإسلامية في أوروبا»، موضحاً أن «الدعوات وجهت من قبل اللجنة المركزية للمؤتمر في جدة والرياض ونحن كلجنة تنسيقية لا نملك تلك الدعوات»، مردفاً أنه «يتم الآن التنسيق من أجل توجيه الدعوة إلى كبار الشخصيات الدينية والسياسية في البحرين لحضور المؤتمر».
وأوضح الفضالة أن عدة جهات إسلامية دعيت الى المؤتمر منها: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، مؤسسة الإسلام اليوم التي يرأسها الداعية السعودي الشيخ سلمان العودة، الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ يوسف القرضاوي، اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء برئاسة الشريف حاتم العوني.
وأضاف الفضالة ان «من أهداف المؤتمر الخروج بتوصيات فاعلة تستفيد من طاقات الأمة للتعريف بالإسلام وبالرسول الأعظم (ص)، ونتمنى أن تكون التوصيات على المستوى العملي وليست مجرد انفعالات»، مشيرا إلى ان «مشاركة الداعيتين طارق سويدان وعمرو خالد تأتي لتوضيح ما حصل في مؤتمر العاصمة الدنماركية (كوبنهاغن) وتم الاتفاق معهما على أخذ رأيهما بشأن رد فعل الحكومة الدنماركية وأن تكون مشاركتهما كعملية استكشاف لما جرى في ذلك المؤتمر»، موضحا أن «المؤتمر يعتبر فرصة مناسبة للتقريب بين جميع الطوائف، وتوجيه رسالة إلى الغرب بأنه لا يمكنه الاستفراد بفئة معينة من المسلمين على أساس الخلافات».
ويهدف المؤتمر الى استثمار الايجابيات والقدرات لدى الأمة في نصرة النبي، والاتفاق على خطط وآليات علمية لاستمرار النصرة وترشيد ردود أفعال المسلمين حيال الأزمة والاستفادة من الوعي الجماهيري لخدمة قضايا المسلمين السياسية والاجتماعية والمساهمة في ترتيب العلاقة بين الإسلام والغرب وتحديد مطالب المسلمين تجاه القضايا الإسلامية وإبراز وحدة الأمة الإسلامية تجاه الثوابت والمقدسات.
ومن المقرر أن يتناول المؤتمر ثلاثة محاور بالبحث والمناقشة، أولها: ظاهرة الإساءة إلى النبي، ويشتمل هذا المحور على مجموعة من العناصر منها: بيان حجم الإساءة إلى الرسول في الغرب وأسبابها، وبيان صورة الإسلام لدى الغرب، وتحرير مفهوم حرية التعبير واحترام الأديان والمقدسات بالإضافة الى محور استراتيجية نصرة النبي إذ يناقش استخلاص عناصر القوة والإيجابية في ردود فعل المسلمين، وتحديد المنظومة القانونية للنصرة، والتشريعات المطلوبة لضمان حقوق الجاليات المسلمة، وكيفية التنسيق والتكامل فيما بين المؤسسات الإسلامية، والمحور الثالث الآليات والمشروعات العملية للنصرة إذ يستطلع الآليات التي يمكن توظيفها في نصرة الرسول سياسيا وإلكترونيا وإعلاميا واقتصاديا وفكريا ودعويا.
العدد 1293 - الثلثاء 21 مارس 2006م الموافق 20 صفر 1427هـ