يبدو أن الدعوة التي وجهها رئيس قائمة الائتلاف العراقي عبدالعزيز الحكيم لإيران لفتح حوار مع أميركا بشأن العراق، لم تكن سوى محاولة لإيجاد منفذ خارجي لحل أزمة ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء، يبقى على التماسك الداخلي للائتلاف. ومن الواضح أن الائتلاف اضطر لهذا الحل بعدما لم ينجح في حسم الموضوع داخل صفوفه، كما لم ينجح في تغيير موقف العرب السنة والأكراد المدعوم أميركيا من ترشيح الجعفري.
دعوة عبدالعزيز الحكيم كانت أقرب إلى توافق إيراني أميركي على اسم رئيس الوزراء المقبل أكثر منها للحوار على أية نقطة أخرى وذلك للخروج من المأزق. كما أن الدعوة كانت خطوة مطلوبة لتجاوز الأزمة دون خسارة أي من أعضاء الائتلاف، فضلاً عن أنها قدمت دعماً واضحاً لحظوظ القيادي في المجلس الأعلى عادل عبدالمهدي في تولي المنصب.
من المؤكد أن الحوار الأميركي الإيراني «المتأخر» سيكون له دور كبير في إنهاء الكثير من الأزمات التي يعاني منها العراق. وأعتقد أن مثل هذه المحادثات يمكن أن توفر الأساس الحقيقي لبدء حل المشكلة. ومن الواضح أن الائتلاف العراقي في موقف لا يحسد عليه، فهو غير مستعد الآن لدفع ثمن الإبقاء على ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء، كما أنه غير مستعد لدفع ثمن إقصائه.
معادلة صعبة في ظروف صعبة
إقرأ أيضا لـ "فاضل البدري"العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ