العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ

قطار النفط والسلاح والتجارة الروسي الصيني

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بدأت جبال جليد العلاقات الصينية - الروسية طريق الذوبان، وأصبحت طريق بكين - موسكو سالكة أمام قطار يحمل السلاح والنفط والتجارة، بعد إغلاق استمر ما يربو على نصف قرن، عندما كان البلدان ينتميان إلى ما كان يعرف بالمعسكر الاشتراكي. يعكس ذلك تصريح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين السبت الماضي، إذ قال إن روسيا والصين عازمتان على مضاعفة التبادل التجاري بينهما وتغيير تركيبته أيضا. وأكد كامينين في حديث نقلته وكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء، أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين ازداد في الفترة الممتدة بين عامي 2001 و2005 من 10,67 مليارات دولار إلى 29,1 مليار دولار. وبهذا الشكل يبلغ متوسط وتيرة النمو السنوي للتبادل التجاري بين روسيا والصين 30 في المئة، ويعتزم البلدان الوصول بحجم التبادل التجاري بحلول العام 2010 إلى 60 - 80 مليار دولار.

بكين تحتاج إلى 3 قضايا أساسية تعتقد أن بوسع موسكو تلبيتها، تلك هي: تزويد بكين، ولو بشكل جزئي بما تحتاجه من سلاح، وخلال الفترة بين 1990 و2001 اشترت الصين ما تربو قيمته على 10 مليارات دولار من المعدات العسكرية من موسكو. وتوج ذلك بمعاهدة «الصداقة»، التي وقعها كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني «جيانج زيمين في منتصف العام 2001 في موسكو، وحينها كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في عددها الصادر بتاريخ 17 يوليو/ تموز 2001 عن تفاصيل أكدت فيها الصحيفة أن المعاهدة نصّت على تدعيم التعاون العسكري بين موسكو وبكين في الـ 20 عاماً المقبلة.

الشيء الآخر الذي تحتاجه بكين من موسكو هو تلبية جزء من حاجتها من الطاقة، وأصبحت الصين مستورداً أساسياً للنفط والغاز الروسيين، وبحلول العام 2015 ، ستصل احتياجات الصين من النفط نحو 7,4 ملايين برميل في اليوم، مقارنة مع 3,4 ملايين في العام 2002، وسيتم استيراد نصف هذه الكمية من روسيا. المسألة الثالثة والأخيرة هي بعض مصادر التجارة، وهو ما أعلن عنه السبت الماضي بشأن النمو الفلكي في حجم التبادل التجاري بين البلدين.

بالمقابل تتمركز حاجات روسيا من الصين بشأن قضيتين أساسيتين، هما: المال والسيولة النقدية. أولاً، وخصوصاً من قطع النقد الصعبة مثل الدولار، وهو العملة التي تسدد بها الصين فواتير الطاقة والسلاح الروسيين. وثانياً، تكوين شكل من أشكال التحالف الثلاثي الاستراتيجي لمواجهة التمدد الأميركي في المنطقة، يضم أن أمكن، الصين والهند وروسيا، يتجاوز الخلافات الإقليمية الثنائية القائمة بين أي اثنين منهما.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً