العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ

«فوزي» NDI و«عوضي» التنمية... من ينتصر؟

الثنائي الجميل... بين صعوبة التفعيل والتبشير بالرحيل

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

لا ندري من سيقف في وداع جوليد في مطار البحرين الدولي، وهل سيجازف بطلب ذلك من تلك السلسلة الطويلة من المؤسسات والجمعيات والنواب الذين استفادوا من أموال IDN، فالذي تتفق عليه جميع أطراف اللعبة السياسية في البحرين هو أنها لا تفضل (ترغب) تحاول إبقاء «فوزي جوليد» من سكنة المنامة قرب مجلس النواب، أو من الفاعلين فيها سياسياً.

تفنن جوليد طوال السنوات الأربع الماضية في الضغط على المعارضة، تارة عبر شخوصها السياسية، وتارة عبر خلق «جيل سياسي» جديد، له ما له، وعليه ما عليه، يصف البعض هذا الجيل بـ «الإنفتاح»، والبعض الآخر يفضل توصيفه هذه الأيام بـ «المتسلق»!

الذي يدعو للتفكير، هو أن جوليد الذي كان يكرر مئات المرات بأنه لابد من القبول بأدنى فرص العمل السياسي، مستشهداً بتجارب إيطاليا وسلسلة الدول التي تخدم رؤيته السياسية، لم يستطع إقناع منظمته في واشنطن أن تقبل بالبقاء في العمل السياسي بشرط بسيط، وهو مرور نشاطاته عبر مجلس التنمية السياسية! إذ لايزال NDI مصراً على حرية التعامل المباشر مع الجمعيات من دون اللجوء لمجلس التنمية السياسية.

جوليد لم يستطع الإقتناع برقابة «العوضي»، ولو كهيئة تكميلية لنشاطاته تماثل «مجلس الشورى» في رقابته وضبطته للمجلس المنتخب، إذ أن جوليد دائماً ما كان يتعامل بإيجابية معه حين كان يدعو المعارضة إلى القبول بالمرور من خلاله، وما أشبه اليوم بالبارحة، إلا أن المعارضة قبلت بتحليل فوزي وها هي تشارك في الانتخابات المقبلة، أما فوزي فهو لم يقبل ذلك على نفسه!

تاريخياً، بعد أن فرغ جوليد من المهمة الرسولية الأولى، وهي إقناع قوى المعارضة بالمشاركة، تفرغ لتطوير الجمعيات السياسية، فبدأ بالوفاق، لإدراكه بأنها عمود الجمعيات السياسية وأكبرها. وبالفعل، أقام العمود، فسقط عليه عمود آخر، لم يدرك فوزي أن الحكومة لن تقبل بهذا التحالف «البنائي» بينه وبين الوفاق، أو مع أي جمعية سياسية أخرى من قائمة المعارضة. لذلك دفع فوزي ثمن الخطأ الذي ارتكبه، وها هو معهد NDI مجمد الفاعلية منذ شهور، ولا يهمنا أن صدر فوزي بياناً طويلاً يشرح فيه أن مؤسسته مازالت تمارس أعمالها، فالواقع يقول إنه ومنذ اشتعال أزمة الثنائي (فوزي جوليد/ لولوة العوضي)، وفعاليات المعهد مجمدة، حتى إشعار آخر.

التسريبات المتعمدة للصحافة، والتي تخرج من الطرفين كلعبة ضغط، وتأتي بعدها بيانات التفنيد في اليوم الثاني تدل على أن آفاق التعاون والحوار موصدة، وأن الطرفين يتحاوران من خلال الصحافة، وأن الفرصة نحو تصحيح أوضاع NDI تبدو مجرد أمنية بعيدة الحصول، كما أن المتربصين بفوزي والمتمنين وتلك السلسلة من الذين استفادوا لم يصدروا حتى اليوم بياناً واحداً يقف أمام إنهاء تجربة NDI في البحرين.

كانت رسالة «لوجر» إلى منظمة NED التي تطلب أسماء الدول التي لا تقبل بوجود منظمات نشر الديمقراطية الأميركية، أو التي تمنع مؤسساتها المدنية من قبول المساعدات الأميركية ورقة ضغط مهمة - سربها مستفيدون إلى «الوسط» - يلعب بها السيد فوزي مع العوضي، لذلك احتفظت «الوسط» بنسخ المراسلات بين الكونجرس ومنظمة NED.

ومن المتوقع أن تعيد السلطة السياسية حساباتها مع ظهور هذه الرسالة، فالمضمون الخاص بتفعيل قانون يقتضي أن تعيد الولايات المتحدة النظر في علاقاتها مع البحرين، ولهذه الإعادة «ثمن» لن تورط السلطة السياسية نفسها فيه، خصوصاً مع المعاهدات الاقتصادية الجديدة مع الولايات المتحدة، واعتبار واشنطن التجربة «البحرين» مثال الزحف نحو الديمقراطية.

من جهة أخرى، تبقى عصبية المزاج وزيرة الخارجية السابقة ورئيسة NDI الحالية مادلين أولبرايت، واحتمالية أن تصدر بياناً سياسياً لاذعاً للحكومة البحرينية منطقة قلق للحكومة البحرينية. بلا شك أن الحكومة تحسب لهذا الإجراء ألف حساب.

جميع هذه المعطيات، تعطي مؤشرات قوية على أن NDI باقٍ، وأن احتمالية خروجه مستبعدة، إلا أن أياً من القوى السياسية لن يبكي عليه إن مضى، ولن يحدث أحد الفاعلين السياسيين ليبكي رحيل فوزي من المنامة، فالولايات المتحدة الأميركية في النهاية مكروهة من الجميع، ولا نستثني المعارضة من ذلك، خصوصاً الإسلامية منها.

قد تستفيد المعارضة من خروج NDI لتعتبر ذلك تراجعاً عن دعم الانفتاح السياسي، إلا أنها ومن وجهة نظر أيديولوجية لن تبكي جوليد، وتساعده في جمع حقائبه، وإيصاله للمطار، وقد يذهب البعض منهم لإبداء شيء من الشماتة!

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً