العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ

علب الكبريت

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

مازالت اماكن الترفيه سواء للعائلة او للشباب محدودة ان لم تكن شبه معدومة في البحرين حتى لو قارنا ذلك على مستوى الحدائق العامة.

فهي اليوم مشروعات الدولة الجديدة التي تأتي بحجم علب الكبريت في المناطق السكنية او على جوانب شوارع المناطق العامة بحيث تصبح متقوقعة في مساحة ضيقة وكأن المناطق السكنية تحيطها مباني السحاب العالية لا مجرد بيوت وفلل عادية فتصبح بذلك الحركة واللعب للاطفال محدودتين.

تسور هذه الحدائق بتلك المساحات الفقيرة من الاراضي على رغم ان البحرين تكتظ بمساحات واسعة مترامية الاطراف هنا وهناك سوى انها مسورة باسوار اسمنتية عالية ولافتات تعلق عند مداخلها تقول «ملك خاص» «احترس كلاب شرسة» وأخرى «اسلاك شائكة» وغيرها من تعابير «الحظر والمنع» التي يسأم منها المواطن كلما ادار محرك سيارته محتارا اين يقضي اجازته الاسبوعية مع عائلته مع كثرة لافتات الموانع والاسوار الاسمنتية التي لا يكف اصحابها حتى باقتطاع وابتلاع اجزاء ان لم يكن كاملا من الشوارع العامة وارصفتها...؟!

كنا قد تحدثنا عن ذلك مرارا في سنوات ماضية... لكن للاسف الامور كما هي وكأن الدولة وجهاتها لا تعترف بتقصيرها الحقيقي للمواطن ازاء ذلك، فكيف نعيش حتى اليوم في اربع جزر فقط بينما البحرين عبارة عن ارخبيل مكون من 33 جزيرة هكذا كانوا يعلموننا في المدارس؟... وكيف نحن كمواطنين ممنوعون من الخضرة والبساتين ومن التنعم بسواحلنا وبحرنا؟... ان كان البعض لديه الكثير من هذه الاراضي الشاسعة المسورة ولا يدخلها الا مرة ومرتين فلمَ لا يكون بعض منها مفتوحاً للعامة على غرار الحدائق الملكية في وسط مدينة لندن...؟

في الماضي كنا نسمع عن مشروعات الحدائق الورقية اما حاليا فنحن نسمع عن مشروعات حدائق علب الكبريت التي يكفي ان يذهب احد المسئولين ويرى بنفسه مساحة وحجم هذه الحديقة التي بصدد التنفيذ على سبيل المثال في قرية باربار بالمنطقة الجديدة الى غيرها من المناطق التي لا يتسنى لي ذكرها.

نتحدث كثيرا عن الانفلات الامني وعن الاضرار التي يخلفها الشباب الذي يسعى الى التخريب فتقام البرامج التلفزيونية والندوات بينما لا يتجرأ احدنا واقعا التطرق إلى قضية الاراضي وكيف لا يجد شبابنا المحبط عن اي متنفس حقيقي لافراغ شحناته الغاضبة والمفرحة... فمع وجود الحدائق الكبيرة يستطيع اي فرد (الكبير والصغير) ان يمارس انشطة مختلفة بعيدا عن حس التسييس لكن قريبا من حس الترفيه الذي مازلنا نبحث عنه والذي لا يوجد سوى في مرافق فندقية (واحد او اثنان)... فلماذا هذا التضييق؟ والى متى نظل نعاني مع ابنائنا من نعمة البستان والساحل

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً