محافظ العاصمة العراقية (بغداد) صابر العيساوي زار البحرين خلال اليومين الماضيين والتقى محافظ العاصمة الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة وكذلك غرفة التجارة والصناعة، حاملاً معه أفكاراً محددة بشأن تطوير العلاقات الاقتصادية بين البحرين والعراق.
العيساوي منتخب من قبل أهالي بغداد، وتأتي من ضمن صلاحياته 13 بلدية، بالاضافة إلى مديريات عامة أخرى، ولديه خطة وافق عليها مجلس الوزراء لاجتذاب المستثمرين بهدف انشاء مشروعات تنموية تشمل 13 مجمعاً تجارياً (واحد لكل بلدية) ومحطتين للصرف الصحي، وفنادق ومناطق سياحية على نهر دجلة وطرق رئيسية، مشيراً إلى أن نحو 22 في المئة من مساحة اراضي بغداد المسكونة مازالت بحاجة الى طرق وتسهيلات ومرافق.
العيساوي أشار الى ان «أمانة بغداد» تملك كل السواحل والأراضي، وان عدداً منها سيوفر للمستثمرين على أساس أجار طويل الأمد (99 سنة مثلاً)، وانه اختار البحرين ليبدأ تسويقه للمشروعات في بغداد على رغم تسلمه دعوات أخرى لانه يستشعر القرب بين الشعبين البحريني والعراقي. وتحدث عن الفرص الكبيرة التي تتوافر لمن يجرؤ على اقتحام الساحة الآن، وخصوصاً أن هناك مناطق آمنة، وان انعدام الأمن ينحصر في ثلاث مناطق غرب بغداد، من بينها العامرية والدورة.
العيساوي قال إنه يعتزم - بالاتفاق مع نظيره البحريني - تنظيم معرض للفرص المتاحة لاعمار بغداد، معتبراً ان البحرين تمثل محطة مهمة لانها تحوي مؤسسات كبرى تستطيع تقديم الخبرات المطلوبة لتحريك مثل هذه المشروعات.
الاقتصاد البحريني بدأ ينمو بصورة أفضل في الفترة الاخيرة، ولكننا بحاجة الى اغتنام الفرص التي تتحرك في المنطقة حالياً... ولو نظرنا الى الماضي القريب فسنرى ان دبي في الثمانينات من القرن الماضي عززت موقعها التجاري واستطاعت ان تفصل السياسة عن التجارة والاقتصاد وان تستفيد من حركة اعادة التصدي الى ايران، وبذلك نما ميناؤها بسرعة، وأصبحت الآن «موانئ دبي العالمية» إحدى أهم الشركات على مستوى العالم ووصل نفوذها إلى أوروبا وشرق آسيا وغيرها من المناطق.
البحرينيون لديهم الكفاءات ولديهم «العامل المعرفي» الذي تميزوا به في العقود الماضية، ويستطيعون مع شيء من الجرأة، ان يستعيدوا جانباً من موقعهم الريادي في الحركة الاقتصادية المتنامية في المنطقة على رغم اشتداد الظروف السياسية. فالعراق يعتبر أهم بلد عربي يستطيع النهوض اقتصاديا عندما تتحسن أوضاعه السياسية، فلديه الثروات البشرية والنفطية والزراعية والمائية التي تؤهله لاستعادة مجده الذي غاب عنه بسبب حماقة حكامه السابقين الذين مهدوا الطريق لاحتلاله واذلاله. ان ما يجري في العراق من إضراب سيتوقف يوما ما، وأملنا عندما يتوقف نكون تقدمنا الى الامام واستفدنا من الفرص المتاحة
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1292 - الإثنين 20 مارس 2006م الموافق 19 صفر 1427هـ