أكد خطيب مركز الفاتح الإسلامي بالجفير الشيخ عدنان القطان على أهمية بر الوالدين، معتبرا إياه فريضة شريعة وعقوقهما إحدى الكبائر وجريمة من الجرائم.
ودعا القطان إلى إيثار رضا والديه على رضاه ورضا زوجته وأولاده، وأن يقدم كل ما يرغبان فيه عن طيب نفس وسرور مع شعوره بتقصيره في خدمتهما.
وطرح القطان إحدى القضايا التي قرأها مؤخرا عن عقوق الوالدين، مشيرا إلى قصة أحد العاقين حين ترك أمه في دار العجزة، وحين جاءها المنون نادت على المسئولين ليدعوا لها ابنها لتراه قبل موتها، وحين اتصلوا به رد بأنه لا يملك الوقت، فماتت ولم تره وهي ساخطة عليه، وحين اتصل به المسئولون ليخبروه أن أمك العجوز ماتت، قال لهم: انتهوا من الإجراءات وادفنوها!
وتابع «إن إحسان الوالدين امتد منذ حمل أمه له، وحين وضعته بدأ سهر الوالدين، حتى كبر وترعرع، وعندما اشتد عوده زاد شوق والديه إليه، فكم أخطأ وصفحا عنه، وكم تألما بتألمه».
وتحدث القطان على لسان حال الأم والأب «وحين قررت أن تأتي لنا بخادم يتكشف على عوراتنا بحجة الاهتمام بنا، والحقيقة أنك تريد تتخلص منا...».
وأضاف «أو كتلك الفتاة التي أقامت حفلة زواجها والغناء وأمها تحتضر على فراش المنية... وأين هؤلاء من قول الرسول (ص): لا يدخل الجنة قاطع. بل أما قرئوا يوما قوله تعالى : ووصينا الإنسان بوالديه».
وقال: «يا أيها الشباب، أدعوكم أن تمدوا النظر إلى غد حين يحدودب الظهر ويضعف النظر. أيها الشباب، أكمل لكم مكامن الشكوى، إن حال بعض الآباء يقول: آه يا ولدي، يا فلذة من كبدي، لقد سمعت أن الحسين بن علي يقول: لو علم الله في العقوق أقل من قول أف لنهى عنها... وأنت يا ولدي لا تكاد تسمع منا توجيها ونصيحة، حتى تنهال علينا بالكلام القاسي، أتتكبر علينا بوظيفتك الراقية، وتناسيت أن الفضل بنا بعد الله تعالى. آه يا ولدي لقد أحرقت قلبي بتفضيل زوجتك على أمك. أنا لا أرضى أن تهين زوجتك وهي صالحة فسعادتها من سعادتك، ولكني أكثر عليك أن تقدم رضاها على رضا أمك».
وتابع «إن أحب شيء مني إليك أن تقلع عن المعاصي والمحرمات وأن تشرح صدري بإقبالك على طاعة الله... ولا تنسني يا ولدي حين توسدني التراب أن تزورني ما استطعت وأن تبر والدتك وتزور أقربائي».
العدد 2458 - الجمعة 29 مايو 2009م الموافق 04 جمادى الآخرة 1430هـ