حذّر خطيب جامع أبي بكر الصديق بالمحرق الشيخ علي مطر في خطبة الجمعة أمس من الخلافات الاجتماعية التي تنتج بسبب تفشي ظاهرة الإشاعة. وقال: «لا يخفى أن للإشاعة دور في إثارة الخلافات بين الشعوب والحكومات وبين الطوائف والأعراق، وبين الزوجين وأفراد الأسرة الواحدة والأصدقاء والجيران». مبينا «أن التثبت واجب شرعا وعقلا، قبل أن نقول، وقبل أن نفعل أو نحكم، أوننشر، وقبل اتخاذ المواقف».

واضاف «لا يجوز للإنسان ان يكون ناقلا للأخبار متسرعا فيها وناشرا لكل ما يصله سواء بالهاتف أو الرسائل أو البريد الإلكتروني وغيرها من دون تثبت وتأكد وتحقق». وبيّن أن «التثبت والتأني والتحقق وعدم الاستعجال واجب على الجميع وخاصة أهل العلم والخطباء والمسئولين والقضاة ورجال الأمن والتحقيق والمشتغلين بالسياسة، وذلك منعا من اتخاذ موقف معين دون وجه حق، من شخص أوجهة أو هيئة أو جماعة، فيقع عند ذلك الإيذاء للآخرين».

وتابع «التثبت منهج شرعي ونضج عقلي، ومن تثبت لم يندم، والتثبت من كل ظاهرة ومن كل خبر ومن كل حركة قبل الحكم عليها هو دعوة القرآن الكريم... فكم من بيوت هدمت ونساء طلقت وخصومات حصلت وعداوات استحكمت وفتن وقعت بسبب الإخلال بهذا الأمر الرباني العظيم؟». مؤكدا أنه «بالتحقق من صحة الأخبار يعيش المجتمع الإِسلامى في أمان واطمئنان».

واستشهد مطر بقصة النبي سليمان عليه السلام مع الهدهد «التي خلدها القرآن الكريم، لتعليم وإرشاد وتوجيه للأمة»، وأوضح «هكذا نرى النبي سليمان وهو العاقل الحكيم لا يتسرع في تصديق الهدهد أو تكذيبه، ولا يخرجه النبأ العظيم الذي جاء به الهدهد عن اتزانه ووقاره، وإنما يبني أحكامه على ما سيسفر عنه تحققه وتثبته وتأكده من صدق الخبر أو كذبه». مضيفا «على المجتمع أن يحصن نفسه ضد الإشاعات وأن يتصدى بكل قوة وحزم وتكاتف لكل إشاعة وإفك وكذب وبهتان،والتصدي أيضا لكل فكر دخيل وشر وإرهاب وإرجاف وتمرد وفتنة يراد بها شق الصف والإخلال بالأمن والإستقرار، ولا يخفى الدور المهم المنوط بالعلماء والخطباء وأجهزة الإعلام، والتربية والتعليم والمناهج والأسرة ومؤسسات المجتمع المدني بأطيافه وتوجهاته، وكل حكماء وعقلاء الوطن».