في العدد الصادر أمس من هذه الصحيفة... وفي عموده اليومي... كتب الدكتور منصور الجمري عن ما يعاني منه سكان القرى الواقعة على شارع البديع بسبب مجموعات قليلة من الشباب الذين يتواجدون (ليلياً) عند مداخل القرى ويقومون بأعمال شغب بسيطة تتمثل في حرق براميل القمامة... وحرق إطارات السيارات... وبعد ذلك تأتي قوات عسكرية تابعة لوزارة الداخلية وتبدأ في معالجة الموقف... وترمي على المجموعات المشاغبة قنابل مسيلة للدموع... وتبدأ في ملاحقتهم والقبض عليهم...
يتكلم الدكتور منصور الجمري في مقال أمس عن ما يعانيه والده المريض... شفاه الله... والموجود حالياً على سرير المرض في بيته الموجود في قرية بني جمرة بسبب الشغب الذي يجبر الشرطة على إلقاء قنابل مسيلة للدموع... والتي تؤدي بدورها إلى حالات اختناق فيها الكثير من الضرر على والده المريض...
طبعاً عمود أمس كان يتكلم بكل احترام عن وزارة الداخلية وجميع إجراءاتها في المحافظة على أمن البلاد... ويتهم المشاغبين الذين هم بأعمالهم المخلة بالأمن كانوا السبب الرئيسي الذي أجبر قوات الشرطة على إطلاق مسيلات الدموع التي فيها الكثير من الخطورة على حياة جميع المرضى في هذه القرى...
الكلام الذي ذكر في عمود أمس صحيح... ولكن ألا توجد بدائل أخرى وإجراءات تحافظ فيها وزارة الداخلية على أمن المواطن وأمن الوطن في الوقت نفسه؟... نحن نقف مع الشرطة وندين جميع أعمال الشغب التي تقلق راحة المواطنين... ولكن في الوقت نفسه لنا رجاء بأن يستمع المسئولون في وزارة الداخلية لمقترحاتنا بصدر رحب... لأننا مواطنون صالحون نريد صالح الوطن... ونريد المحافظة على صحة السكان الآمنين...
نحن جميعنا نعرف أن المشاغبين هم قلة من الشبان الذين يقفون على مداخل القرى ويقومون بعمليات شغب... ونعرف أيضاً أن الغالبية العظمى من سكان هذه القرى هم من المواطنين الصالحين المستكينين في منازلهم مع عوائلهم... وهم من الذين يحبون وطنهم ويحبون ما هو في صالح وطنهم... هذه حقيقة يعلمها الجميع...
ونعرف جميعاً أن المحافظة على الأمن هي من الواجبات الملقاة على عاتق وزارة الداخلية... والوزارة لا تدخر وسعاً في القيام بهذا الواجب... ونحن نشكرها جزيل الشكر... ولكن المشاغبين المتواجدين على مداخل القرى عادة ما يركضون ويدخلون الشوارع والممرات التي هي بين المنازل للاختباء وجر رجال الشرطة إلى كمائن... ولكن إلقاء قنابل مسيلة للدموع عليهم في ذلك الوقت فيه الكثير من الضرر على سكان هذه المناطق...
الغاز المسيل للدموع يعتبر من الغازات التي فيها الكثير من الخطورة على حياة البشر الأصحاء... فما بالك بالمرضى والأطفال... وقرى البحرين المبتلية بجماعات الشغب الذين يعدون على الأصابع، فيها الكثير من الأطفال والشيوخ وكبار السن والمرضى... وهذا الغاز الخطر يشكل أداة مميتة لهم... ووزارة الداخلية كهيئة حكومية لا يمكن أن تفكر يوماً في إلحاق الضرر بمواطنيها فقط لأن هناك قلة خارجة على القانون... ونحن دولة مسلمة والآية في القرآن الكريم تقول... «ولا تزر وازرة وزر أخرى» (الأنغام: 164)...
بما يعني أننا نطالب المسئولين بمعاقبة الجماعات المثيرة للشغب والمقلقة لراحة المواطنين... وليست معاقبتهم ومعاقبة السكان الآمنين في الوقت نفسه... وهناك طرق وأساليب كثيرة موجودة لدى الشرطة... وهم متدربون عليها... تسمح لهم بالقبض على هؤلاء الفتية ومن دون الحاجة إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع...
كما وأن الآية تقول: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» (البقرة: 179)... وهذا يعني أن القصاص يجب أن يكون أولاً على حجم الجرم، وثانياً يكون بشكل علني وأمام الناس... حتى يتعظ من يفكر يوماً بالقيام بالجرم نفسه... لأننا نلاحظ أن الكثير من الشباب المراهقين يعتقدون فيما بينهم بأن حرق الإطارات ورمي الحجارة على الشرطة هي أعمال بطولية يقومون بها... ويتنافسون في الحديث عنها فيما بينهم... من دون أن يعلموا شيئاً عن العواقب التي تنتظرهم بعد إلقاء القبض عليهم... وعندما يلقى القبض عليهم يبدأون في البكاء...
لذلك وبنوع من التربية... وبقصد التخويف من العقاب لكل من يفكر... أو يحاول... أن يقوم بهذه الأعمال التي فيها الكثير من الضرر على أمن البلاد وأمن العباد... نحن نقترح بأن يكون العقاب علنياً لهؤلاء المشاغبين... وأصلاً ما هو العقاب لشاب مراهق أحرق إطارات على مدخل قرية أقسى من ضربه على ظهره بالخيزران عشرين ضربة أمام الناس... منها ان العقاب يتناسب مع الجرم... ومنها أنه سيخجل من الناس ويتعظ...
نرجو أن يكون لاقتراحنا صدى عند المسئولين
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ