العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ

الأميركان فتحوا صندوق الطماطم في العراق

سمير عواد comments [at] alwasatnews.com

يلاحظ أن وسائل الإعلام الأميركية بدأت تطالب البيت الأبيض بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق. وحاولت صحيفة «واشنطن بوست» تهدئة المعلقين، وكتبت تحت عنوان عريض أن بوش يخطط لانسحاب القوات من العراق. لكن الصحيفة لم تشر إلى أرقام واضحة ولا إلى تاريخ محدد ولا إلى مستقبل العراق بعد انسحاب الأميركيين، وعما إذا سيكون جيشه الجديد قادراً على ضمان الأمن والاستقرار.

ويستعين الرئيس الأميركي جورج بوش بصور القتل والدمار القادمة من العراق ليوضح أن المهمة لم تنته بعد، ويقول لشعبه انه ينبغي عدم فقدان الأعصاب. إنها المناشدات التي يرسلها بوش إلى الحزب الديمقراطي المعارض الذي يأمل بالفوز بالغالبية في مجلس الشيوخ حين تجرى الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، والاستفادة من حال الإرهاق التي يعاني منها الناخبون الذين يرون أن زمن الحرب طال كثيراً، ولم يعد بوسعهم تحمل المزيد.

وطالب السناتور جو بيدن الوجه الجديد في مجال السياسة الخارجية الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي المعارض، بأن تضع الحكومة الأميركية خطة انسحاب في موعد أقصاه مطلع الخريف. لكن ليس لدى المعارض بيدن نفسه خطة لانسحاب الجنود الأميركيين من العراق.

في هذه الفترة، بدأ مسئولون في الوزارات يكشفون عن تعبهم ويعترفون بأن الأسباب التي قامت عليها الحرب لم تكن مقنعة، كما وقعت أخطاء كثيرة. ومن بين الذين اعترفوا بذلك السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد الذي راجت عبارته الأخيرة: «لقد فتحنا صندوق الطماطم»، وذلك على إثر اندلاع صدامات دامية بين الشيعة والسنة.

الجنرال جون أبي زيد، قال: «إن قلقنا الآن ينصب على الخشية من وقوع نزاع عقائدي، وهذا أخطر من خطر (القاعدة) وأنصار صدام حسين».

ويشعر بعض الذين نادوا بالحرب الآن بالندم، من بين هؤلاء المعلق المعروف أندرو سوليفان الذي قال: «أعتقد أن دعوتي إلى الحرب كلفت آلاف الضحايا»، واعترف بأنه أساء تقدير الأمور. لكنه وجه اللوم أيضا إلى البيت الأبيض ووزارة الدفاع لأن المسئولين هناك سدوا آذانهم ورفضوا نصائح الذين حذروا من غزو العراق.

كل يوم يتنصل معلق أو سياسي من تأييده للمغامرة العسكرية في العراق، ويبقى في النهاية ولاء الجنود الأميركيين. فوفقا لعملية استطلاع للرأي، هناك 77 في المئة منهم يعتقدون أن المهمة صحيحة، وأن السبب الحقيقي لحرب العراق هو وجود صلة لنظام صدام حسين بتنظيم «القاعدة». وعلى رغم عدم وجود أدلة دامغة على ذلك، فإن كون غالبية الجنود الأميركيين يعتقدون بذلك فإن موقفهم يساعد بوش في الصمود بوجه معارضي الحرب الذين يتزايد عددهم كل يوم

العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً