العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ

لا تحكم بنظرات الآخرين

علي نجيب ali.najeeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لدي وجهة نظر أجدها ملائمة، وتساعدني على الاستقرار النفسي خلال عملية اختيار الأساتذة الذين سأدرس عندهم كل فصل، حتى وإن لم أكن واثقا بأنني سأستطيع الدراسة معهم بحكم حركة التنقلات وتغيير الصفوف الذي يحدث بشكل دائم بداية كل فصل، ومفاد هذه النظرية أن كل شخص يقيم الأستاذ من الزاوية التي يراه منها، وبذلك فليس على الطالب الحكم على الأستاذ من وحي نظرات الآخرين.

وتفصيل هذا الأمر هو أن لكل شخص إطاراً فكرياً يخصه في تقدير الأفعال والتصرفات، فلو اخترنا أستاذا افتراضيا، ووجدنا أنه لا يسمح بدخول طالب إلى الفصل بعد دخوله، فإنه بذلك سيجد بعض المؤيدين الذين يلتزمون بالحضور حسب الوقت، والكثير من المعارضين الذين سيجدونه شريرا وجافا وعديم شفقة ولا يستشعر مشكلات الطلبة من البحث عن موقف للسيارة وصعوبة حركة السير، وبعد المسافة بين مبنى وآخر. أو أن أستاذا آخر يكثر من طرح الأسئلة على الطلبة أو يكثر من تقديم الاختبارات لهم، فسيجد أن قلة منهم ينظرون إلى هذا الأمر بأنه من مصلحتهم وأنه يسعى لخدمتهم بمساعدتهم في ترسيخ المعلومات وتثبيت ما تعلموه منه، والبعض الآخر سيجده مملا ومزعجا وعديم إحساس - كأنه ما عندنا إلا مادته - وبذلك مجددا فإننا نعود لنجد أكثر من وجهة نظر لتقييم الحالة نفسها.

وأصدقكم القول بأن هذه المسألة حساسة إلى حد ما، فأنت لا تريد أن تقلل من خبرات الآخرين وتجاربهم، إلا أن القلة تنقل وجهة نظرها بدقة وموضوعية وتقدم النقد الصحيح البعيد عن الاعتبارات الشخصية، وهو ما واجهته خلال هذا الفصل، فقد وجدت في أحد المواقع صفحات تروي مآثر إحدى الأساتذة، وتذكر فيها الوصوف التي تجعل من الطالب يتصورها الغول المرعب، وتفاجأت بأن حظي العجيب رماني في أحد الصفوف التي تدرسها، وكانت مفاجأتي الأكبر هي أنني لم أجد شيئا من الأوصاف المرعبة التي ذكرها المشاركون في الموقع، وبالسؤال هنا وهناك عن حقيقة هذه الأستاذة، أجابني أحد الطلبة الذين أثق بأمانتهم: (التزم بالحضور، ركز وادرس وبتحصل A), أي أن عليّ أن أرمي في سلة المهملات تلك النسخة المطبوعة من الحوار الذي كان دائرا في الموقع، والتي كنت أنوي أن أجعل منها موضوعا للصحافة يثار به الجدل

إقرأ أيضا لـ "علي نجيب"

العدد 1291 - الأحد 19 مارس 2006م الموافق 18 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً