أنا شخص مستقل بفكري... ولكني مواطن صالح... أحب بلادي مملكة البحرين... وموالي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة المعظم ملك مملكة البحرين... وأحب رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان بن حمد آل خليفة الموقر... وأقدر ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة الأمين... حفظهم الله لنا جميعاً... وأبقاهم لنا ذخراً.
أنا مواطن بحريني... أحب بلادي ومخلص لها في السراء والضراء... وأحب قادة بلادي... وأخلص لهم في جميع الأحوال... ومع أني مستقل بفكري وغير منتم لأي من الأحزاب الأيدلوجية الموجودة، والموجودة منذ فترة طويلة في الساحة البحرينية... ألا أني غير متزمت، وغير متعصب لفكري وأفكاري... ولست من الذين يحبون البقاء في منازلهم خوفاً من القيل والقال... فأنا اجتماعي وأذهب إلى الكثير من الأماكن التي يوجد فيها عدد من الأشخاص المنتمين إلى أي من الأيدلوجيات الموجودة في البحرين... أحياناً أكون مستمعاً فقط... وأحياناً أخرى أناقشهم في فكرهم، ويناقشوني... هو نقاش في صالح الوطن والمواطن... ممكن أن نتفق، وممكن أن نختلف... ولكنه يكون دائماً خلافاً فقط ولايفسد للود قضية... والمهم أن نتحاور ونتبادل الأفكار.
أنا أعرف أنه يوجد لدينا... في البحرين... حزب وفكر بعثي، وهناك الكثير من المواطنين المنتمين له... وحزب وفكر شيوعي، وهناك الكثير من المواطنين المنتمين له... وحزب وفكر قومي، وهناك أيضاً الكثير من المواطنين المنتمين له... كما وأنه يوجد العدد الكثير من المواطنين المنتمين إلى الأحزاب الدينية.
جميع هؤلاء البحرينيين المنتمين لأي من الأحزاب التي ذكرتها... أو التي لم أذكرها... هم مواطنون صالحون... يحبون بلادهم ومخلصون لها... ويسعون من أجل رفعتها وتقدمها... ويسعون من أجل حياة أفضل لجميع سكان البحرين... ولكن كل منهم لديه الحلول بحسب ما يراه هو... أوبحسب ماتراه الأيدلوجية التي يؤمن بفكرها...
وأنا أسمع من بعض المواطنين والمنتمين لبعض الأيدلوجيات أن لديهم بعض التحفظات على ما جاء في الدستور بشأن المجالس النيابية والبلدية وخلافه... وأسمع أن بعضهم يريد تصعيد هذه التحفظات لتصل إلى اختلافات... والبعض الآخر يريد أن يشرك جهات أجنبية في وضع الحلول لما يعتقد أنه غير صحيح ومن الواجب إصلاحه... أسمع كل ذلك الذي يدور بين الأحزاب المختلفة وأتفهمه.
ولكني أرى أن الذي يدور حالياً في البحرين هو موضوع طائفي بحت... فالمظاهرات اليومية في الأماكن السياحية التي يتوافد عليها الكثير من زوار المملكة، والكثير من العائلات البحرينية الآمنة... وترويع السكان... وحرق وتخريب الأسواق والمحلات... وضرب السيارات بالسيوف والحجارة... هذه جميعها أعمال تخريبية يقصد منها التخريب فقط... وليس الإصلاح... ويقصد منها فصل الوطن الواحد إلى وطنين... وطن لهذه الطائفة، ووطن لتلك... وعلى هذا الأساس يتحتم علينا أن نقف جميعاً ضد هذه الأعمال التخريبية.
الآن أصبح المواطن على المحك... المواطن الذي يحب الوطن ويحب أمنه وسلامته... المواطن الذي يرغب في أن يعيش في وطن مستقل وغير تابع لأية جهة أخرى... وبغض النظر عن انتمائه لأية أيدلوجية، وبغض النظر عن وجود أية اختلافات في وجهات النظر بينه وبين الحكومة... هذا المواطن الصالح يجب عليه أن يركن اختلافاته الآن، ويلتفت إلى وطنه... وإلى صالح وطنه... ويقف مع حكومته، ويضع يده في يدها، ويشجب هذه الأعمال التخريبية والتي تغذيها روح طائفية.
المواطن الصالح لهذا البلد لابد أن يعرف أن الضغط على مصادر القرار الآن... وفي هذا الوقت الحساس... هو ليس في صالحه، وليس في صالح البلد... ومن المفروض عليه أن يؤجل الحديث عنها إلى وقت آخر... لأن الوطن يحتاج لجهده الآن في التصدي للحوادث الطائفية التي تغذى من الداخل ومن الخارج.
نحن جميعاً نعرف أن هناك جهة... أو عدة جهات تقف خلف هذه للحوادث... وتشعل نار الطائفية بين أبناء الوطن الواحد... وتغذيها وتنفخ فيها... وهذه الجهات من المهم لها ألا تعيش البحرين في حال استقرار أمني... وألا يعيش شعب البحرين في حال من الوفاق الوطني.
ولأني مواطن صالح... فإني اطالب جميع المواطنين الصالحين... والمخلصين لهذا البلد... من جميع الأطياف والأحزاب... من شيعة وسنة... أن يقفوا في وجه هذا التخريب الطائفي المتعمد
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ