العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ

ورد و«رهش» للجندرمة الفرنسية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من باريس يأتيك الخبر اليقين! فقد نظمت نقابات العمال في فرنسا أمس السبت مظاهرة شارك فيها مليون شخص للتعبير عن رفضهم لقانون العمل الجديد. وسبق أن نزل مئات الآلاف من طلاب المدارس والجامعات إلى الشوارع مطالبين حكومة شيراك بإلغاء القانون، كما اقتحم 300 طالب حرم جامعة «السوربون»، أقدم جامعات فرنسا، فتدخلت «الجندرمة» مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريقهم وإخلاء الجامعة.

إلى جانب السوربون، أغلقت ثماني جامعات أخرى، فيما شهدت 26 جامعة في مدن فرنسية مختلفة مظاهرات مشابهة، احتجاجا على القانون الذي يسمح لأصحاب الأعمال بإنهاء وظيفة أي عامل تحت سن السادسة والعشرين خلال سنتين من بدء التعاقد معه دون إبداء الأسباب.

مراسلة «بي بي سي» في باريس كارولين وايت ذهبت إلى القول إن مظاهرات أمس تعتبر لحظة فاصلة في معركة الإرادات بين رئيس الوزراء الفرنسي دو فيلبان ومعارضي القانون الجديد، الذي يلقى معارضة واسعة من الطلاب والنقابات.

الرئيس الفرنسي جاك شيراك دعا إلى بدء محادثات بشأن القانون الجديد بين الوزراء وقادة النقابات، فيما قال رئيس وزرائه دو فيلبان انه «مستعد للحوار»، وانه سيلتقي برؤساء الجامعات للبحث عن حلول. في المقابل، ألقى وزير الداخلية نيكولا ساركوزي (كالعادة) بمسئولية أعمال العنف على جماعات الجانحين «من أقصى اليمين واليسار»، ولكن (الزين فيه) انه اعترف بقوله «إن الغالبية العظمى تظاهروا سلميا»! الطلاب يرون أن القانون سيقوض فرص الاستقرار الوظيفي أمامهم، إذ تبلغ نسبة البطالة 20 في المئة بين الشباب في سن 18 إلى 25 عاما. العبقري دو فيلبان أراد أن يكحلها فعماها، فالقانون الجديد أراد به أن يحل مشكلة شباب الضواحي الذين نزلوا إلى الشوارع قبل أشهر، احتجاجاً على تردي أوضاعهم وتهميشهم وشيوع البطالة بينهم، فاقترح سعادته هذا القانون المثير للجدل وللأعصاب معاً، وخصوصاً أعصاب الطبقة الوسطى التي خشيت على حاضرها ومستقبلها. والأخطر أن نسبة كبيرة من الفرنسيين أصبحت تنظر إلى الحكومة على أنها بعيدة عن هموم الناس. النقابات العمالية والمنظمات الطلابية هدفت من حشد مليون متظاهر أمس في الشوارع، إلى زيادة الضغوط على الحكومة لإلغاء القانون، بعد مظاهرات قدرت بين 250 و500 ألف شاب وشابة في باريس ومنطقة الرين غرب فرنسا، انتهت بمواجهات بين طلاب ملثمين وشرطة مكافحة الشغب، تم على إثرها توقيف نحو 300 طالب، وجرح 92 شرطياً، و18 متظاهرا. وظل الطلاب مضربين في ثلثي جامعات البلاد التي يبلغ عددها 84 وفي عشرات المدارس الثانوية.

الحكومة طلبت من ممثلي الادعاء التعامل بصرامةٍ وبيد من «فولاذ» مع المتورطين في المصادمات، بينما حاول بعض الوزراء العقلاء وقف المعارضة المتزايدة للقانون باستخدام لهجة استرضائية. على مستوى الصحافة، دعا أحد الصحافيين اليمينيين «السركوزيين» المتطرفين إلى إعدام كل من تسول له نفسه تحدي القانون الجديد النازل من السماء! وأعلن عن حملة بهلوانية يزور خلالها مراكز «الجندرمة» ليوزع عليها في خمس دقائق بطاقات التهنئة ليرفع من معنوياتهم، وليطبع على خد كل شرطي قبلة الحب والحنان! ونقلت بعض المصادر انه وزع عليهم شوكولاتة فرنسية وحلوى عمانية و«رهش» و«متاي»

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً