آخر مفاجآت وزارة الصحة، الإعلان عن وحدة عزل لمرضى انفلونزا الطيور، ولكنها وحدة لا تطابق مواصفاتها اشتراطات منظمة الصحة العالمية، ليست سوى غرفة وضع فيها عدد من الأسرة، واختير بأن يكون مكانها في المبنى القديم للمستشفى وبذلك تكون الوزارة أنجزت إنجازا ربما تعرضه الوزيرة على مجلس النواب كإنجاز مهم عندما يحاصرها المجلس في قضية مثل قضية الطوارئ، أو غيرها.

أنفلونزا الطيور، الطاعون الذي يحوم في أفق العالم، وكل العالم أدرك خطورة الموقف، إلا وزارتنا المحترمة، يبدو أنها تعتقد أنها انفلونزا من النوع الذي تكفي لعلاجه حزم البندول التي تصرف لأكثر من 90 في المئة من مرتادي مستشفياتنا التي يخرج منها المريض بمرضين عندما يقصدها للعلاج!

ولست أقصد إشاعة الخوف والهلع بين الناس بحسب ما أتوقع أن ترد علي وزارة الصحة بذلك، إلا أنني أدرك أن الوزارة غير خائفة وغير قلقة وغير جادة وغير مبالية وغير مكترثة بمرض اسمه «انفلونزا الطيور» وإذا كانت الوزارة تصر على مطابقة غرفة العزل لمواصفات الصحة العالمية، فلتأت لنا بشهادة من المنظمة تطمئن بها المواطنين، لا يمكن للوزارة أن تنجح في عمل وحدة لـ «انفلونزا الطيور» الذي لم يصب به أحد بعد، وهي غير قادرة على حل مشكلة قسم الطوارئ الذي يقصده نحو ألف مريض يوميا!