احتفلت البحرين في 15 الشهر الجاري باليوم العربي للأسر المنتجة من خلال الإعلان عن جائزة قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة للأسر المنتجة، وهي خطوة تحتسب للبحرين التي عملت من أجل تحديد يوم عربي يخصص للاحتفال بالأسر المنتجة.

إن الالتفات إلى «نساء القاع» اللاتي يجهدن من أجل تأمين لقمة العيش الكريم يعتبر خطوة جديرة بالاحترام، وخصوصاً أن هناك العوائل التي بإمكانها أن تتحرك من أجل تحسين ظروفها الاجتماعية من خلال مساعدة الدولة بصورة تمكنها من الاعتماد على انفسها، ولاسيما أن هؤلاء النساء ونساءها لم يحصلن على فرص لإظهار قدراتهن.

الجائزة تعتبر محفزاً لمؤسسات المجتمع المدني، لتطوير جانب من برامجها بهدف تمكين الأسر اقتصاديا، وبذلك تكون الجائزة فخراً للبحرين وللأسرة المنتجة التي تنتشل نفسها من الفقر من خلال تنمية مواردها والخروج من البطالة القاتلة إلى الابداع.

إن الأسر البحرينية تتطلع إلى البرامج والمبادرات التي ستوفرها الدولة لمساندتها، كما تتطلع إلى القانون الذي ستتقدم به الحكومة لتوفير الغطاء القانوني للأسر المنتجة بهدف مضاعفة أعداد الأسر المسجلة التي يبلغ عددها حالياً نحو 400 أسرة.

نأمل ألا تكون الجائزة فقط هي الخطوة الوحيدة التي سنسمع عنها، لأننا لا نود فقط أن نروج لاسم البحرين من الناحية الإعلامية بأنها تساعد الأسر الفقيرة، وإنما نود أيضاً أن نرى المؤشرات التي تعطينا صورة واضحة عن واقع المرأة والأسرة البحرينية وكيف تتطور وتعتمد على نفسها على غرار ما يحدث في مصر والمغرب وماليزيا وغيرها من الدول النامية.

نحن بذلك نسير نحو الاتجاه الصحيح لشريحة من مجتمعنا حرمت بسبب ظروف مرت بها، واعطاء هذه الشريحة الفرصة لإثبات نفسها يعبر عن سياسة جادة لتحسين أوضاع المرأة الاقتصادية، وهو ما سينعكس ايجابياً على المجتمع، لأن الأسرة نواة المجتمع، وإذا كانت منتجة ومعتمدة على ذاتها، فإن المجتمع أيضاً يصبح منتجاً ومعتمداً على ذاته