العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ

حكومة «حماس» تضم «تكنوقراط ومستقلين» لتحقيق «الإصلاح الحقيقي»

هنية سيعرض التشكيلة على عباس اليوم ويناشد المانحين ألا يقطعوا المعونات

أعلنت حركة «حماس» أمس أن الحكومة باتت «جاهزة»، وستعرض تشكيلتها على الرئيس محمود عباس مساء اليوم الأحد، بعد شهر من المشاورات مع الفصائل الأخرى التي رفضت تقريباً جميعها المشاركة فيها.

وأعلن إسماعيل هنية المكلف بتشكيل الحكومة في مؤتمر صحافي عقده في مكتبه في غزة أنه سيلتقي مع عباس مساء الأحد في غزة لإطلاعه على قائمة أعضاء حكومته وبرنامجها السياسي.

وقال هنية «أجريت اتصالاً هاتفياً مع الرئيس ووضعته في صورة المشاورات التي أجرينها مع الفصائل والكتل البرلمانية والمستقلين واتفقت معه على عقد اجتماع مساء الأحد في غزة لأعرض عليه التشكيلة النهائية للحكومة والخطوة الآتية وفق القانون الأساسي للسلطة».

وأكد هنية أن حكومته التي ينتمي معظم أعضائها إلى (حماس) «حكومة تكنوقراط ومستقلين» معربا عن أمله في أن تقرر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رسمياً الموافقة على المشاركة فيها. وأشار إلى أنه على رغم أن باقي الكتل البرلمانية بما فيها حركة «فتح» قررت عدم المشاركة إلا أن «الحوار سيبقى مفتوحا أمام كل الفصائل».

كما أكد هنية أن حكومته تعمل على تنفيذ «برنامج الإصلاح الحقيقي لتحقيق الأهداف المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس... وليس لدينا شك في نجاحنا في تحمل مسئولية الحكومة وإدارة الشأن الفلسطيني».

وأعلن رفض حكومته للتهديدات بقطع المساعدات وقال إن «قطع المساعدات يعني معاقبة الشعب الفلسطيني وهو ابتزاز مرفوض» وتابع أن الحكومة «مستعدة لتقديم تجربة نظيفة ونزيهة في التعامل مع المال العام وبكل شفافية ومن حق كل الأطراف الإطلاع على آليات التحويل والإنفاق».

وأضاف أن «المال العربي والإسلامي ومن الدول المانحة سيذهب إلى الفقراء والمحتاجين وتخفيف المعاناة عن شعبنا ومواجهة البطالة والإعمار والبناء ويذهب المال أيضاً للتنمية والإنسان الفلسطيني ومشروعات البنية التحتية». كما طالب جميع الأطراف المعنية برفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني ووقف الحصار الإسرائيلي.

من جهة أخرى، شدد هنية على ضرورة حماية الأجانب في الأراضي الفلسطينية وعدم التعرض لهم ولمؤسساتهم حفاظا على الوجه الحضاري لشعبنا».

وقال الناطق باسم الرئيس الفلسطيني نبيل أبوردينة «أعتقد أن عباس لن يرفض حكومة «حماس»... لأنه لا يريد أن يضع عراقيل أمام الحكومة المقبلة التي ستحظى بثقة المجلس التشريعي الفلسطيني». وأضاف «أعتقد أن الرئيس سيعطي الحكومة المقبلة فرصة».

من جانبه، قال رئيس كتلة «فتح» في المجلس التشريعي عزام الأحمد «لا اعتقد أن يرفض عباس حكومة هنيه» مضيفا «أعتقد أن عملية تشكيل الحكومة لن يكون فيها صدام بين الرئيس والحكومة».

وعمليا، تكون «حماس» التي فازت بالانتخابات التشريعية في يناير/ كانون الثاني، فشلت في تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهي ستتسلم حقائب أساسية مثل المالية والخارجية والداخلية. ومن دون شركاء يحظون بثقة الدول الغربية، مثل «فتح»، قد تواجه الحكومة الجديدة عزلة سياسية ومالية وتخضع لضغوط دولية كثيفة.

في غضون ذلك، نفى نائب «حماس» مشير المصري ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة لهنية يأمل فيها أن يوقع اتفاق سلام مع الإسرائيليين ووصفها بأنها عارية عن الصحة. كما نفى أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم التقارير التي ذكرت أنه طالب عباس بالاستقالة خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية لـ «فتح» في رام الله الخميس الماضي.

وكانت مصادر فلسطينية ذكرت في وقت سابق أن عباس وعد بدراسة اقتراح يدعو إلى استقالته من منصبه وحل السلطة الوطنية وإعادة مسئولية «الأراضي المحتلة» إلى «إسرائيل»، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سجن أريحا.

إلى ذلك، حذر وزير الاقتصاد الفلسطيني المنتهية ولايته مازن سنقرط من حدوث كارثة إنسانية في قطاع غزة، وذلك نتيجة نفاد القمح والطحين خلال الأيام الماضية بسبب إغلاق الحكومة الإسرائيلية معبر المنطار.


الأعضاء البارزون في تشكيلة حكومة «حماس»

فيما يأتي نبذة موجزة عن الأعضاء البارزين في تشكيلة حكومة حركة «حماس» وفقا لمسئولي حماس ومصادر.

رئيس الوزراء

إسماعيل هنية: (43 عاما) احد كبار زعماء «حماس»وكان يتصدر قائمة «التغيير والإصلاح» في الانتخابات البرلمانية. وهنية رجل ينتهج نهجا واقعيا عمليا يتمتع بعلاقات طيبة مع الفصائل الأخرى. وأصيب إصابة طفيفة في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعا لقادة الحركة في مدينة غزة في سبتمبر/ أيلول 2003 وكان يدير مكتب الزعيم الروحي الراحل لـ «حماس» الشيخ أحمد ياسين. واعتقلته «إسرائيل» ثلاث سنوات لإدارته الجناح الأمني للجماعة.

وزير الخارجية

محمود الزهار: (55 عاما) أحد كبار قادة «حماس» ومعروف بتشدده. ونجا بإصابات في رأسه وظهره من هجوم على منزله عام 2003 لكن ابنه وحارسا شخصيا قتلا. وقضي الزهار وهو طبيب جراح يزاول المهنة فترات في السجون الإسرائيلية كما كان من بين 400 ناشط فلسطيني إسلامي رحلتهم «إسرائيل» إلى لبنان إذ قضوا عاما. واحتجزت السلطة الفلسطينية الزهار عام 1996.

وزير الداخلية

سعيد صيام: (47 عاما) أحد زعماء «حماس» ورئيس قسم العلاقات الخارجية بالجماعة. اعتقلته «إسرائيل» أربع مرات بين عامي 1989 و1992. وقضي فترة في سجن السلطة الفلسطينية عام 1995. ومثل هنية ينظر إلى صيام على انه ينتهج نهجا واقعيا عمليا. وكان مدرسا للعلوم والرياضيات.

وزير المالية

عمر عبدالرازق: (50 عاما) رئيس قسم الإقتصاد في جامعة النجاح بالضفة الغربية. كان رئيسا للجنة «حماس» الانتخابية في الضفة الغربية. اعتقلته القوات الإسرائيلية في أوائل يناير/ كانون الثاني وأفرج عنه قبل ثلاثة أيام

العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً