اقترب مجلس الأمن بكامل أعضائه الـ 15 الليلة قبل الماضية من اتفاق على نص معدل اقترحته فرنسا وبريطانيا بشأن الملف النووي الإيراني على أن يجري مشاورات جديدة الثلثاء المقبل. وقال السفير البريطاني في الأمم المتحدة ايمير جونز باري في أعقاب الاجتماع الرسمي الأول لمجلس الأمن إن «الجواب الذي تلقيناه من نظرائنا يفيد أننا قريبون جدا» من الاتفاق. وطلب السفيران الروسي والصيني مهلة للتشاور مع بلديهما بشأن بعض النقاط. وقال السفير الأميركي جون بولتن: «نحن قريبون جدا من اتفاق، اقله الغالبية الساحقة في المجلس.
طلب عدد قليل جدا من الأعضاء التشاور مع عواصمهم سنحصل على الجواب الثلثاء على الأرجح». وأضاف «الضرورة الملحة لتوجيه إشارة واضحة وقوية إلى إيران شاخصة في أذهاننا».
ولاتزال النسخة المعدلة للنص تطالب إيران باحترام طلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتخلي عن كل نشاطات التخصيب. ويطلب النص من مدير الوكالة محمد البرادعي رفع تقرير بشان مدى تطبيق إيران لمطالبه إلى مجلس الأمن وإلى مجلس حكام الوكالة معا. ويشكل هذا الأمر تنازلا تجاه موسكو والصين اللتين تصران على أن يقتصر دور مجلس الأمن على دعم الوكالة التي يجب أن تبقى الطرف الذي يقرر في ملف إيران، فيما تفضل أميركا أن يكون للمجلس دور رئيسي.
وقال سفير روسيا اندريه دينيزوف: «إنه تحرك في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس كافيا. من المنطقي أن يدرس التقرير أولا مجلس الحكام ومن ثم يرفع إلى مجلس الأمن»، موضحا أن «مجلس الأمن غير قادر على تقييم التفاصيل التقنية في التقرير، دوره يكمن في توجيه رسالة سياسية».
ومازال مشروع النص يطلب من البرادعي أن يرفع تقريرا بعد 14 يوما على اعتماد النص، لكن الدول الغربية أعربت عن استعدادها «لاعتماد الليونة» على صعيد هذه المسألة، بيد أنها لا تريد أن تتجاوز مهلة الشهر.
وأعرب سفير الصين وانغ غانغيا عن استعداده لقبول مهلة تتراوح «بين أربعة وستة أسابيع». وأوضح بولتن «لا أظن أن فكرة إعطاء مهلة تزيد عن الشهر تلقى دعما كبيرا»، مشددا على أن أميركا «ستعتمد بعض الليونة» في هذا الشأن. وعشية مشاورات الثلثاء المقبل يجتمع المديرون السياسيون في وزارات خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا الاثنين في نيويورك لبحث الملف الإيراني للتفكير في الخطوات التالية في العملية الدبلوماسية التي قد تكون طويلة.
في غضون ذلك، أفادت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن ألمانيا تشارك بشكل محدود في محادثات مع الدول الخمس بشأن البرنامج الإيراني بسبب معارضة واشنطن.
وأشارت المجلة إلى أن بولتن رفض الأسبوع الماضي في نيويورك مشاركة زميله الألماني في محادثات الدول الخمس. وأوضحت أن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل حصلت في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي جورج بوش على تأكيد مشاركة ألمانيا في المحادثات.
جاء ذلك في وقت أعربت كل من أميركا واستراليا واليابان في سيدني عن «قلقها العميق» حيال الطموحات النووية لإيران، ودعتها مجددا إلى الامتثال لمطالب الوكالة. في المقابل، أكدت إيران مجددا أنها لن تعود عن نشاطاتها النووية الحساسة التي تشتمل على تخصيب اليورانيوم. وصرح المتحدث باسم الحكومة غلام حسين الهام بأنه «ليس مبررا أن نقبل تعليق نشاطات الأبحاث النووية والتخلي عن حقوقنا التي تضمنها لنا الاتفاقات الدولية» مضيفا «الإيرانيون لن يسمحوا لنا بذلك». إلى ذلك، انتقد رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني جواد ارمين منش الموقف الروسي والصيني وقال «إن هؤلاء كشفوا للعالم أنهم يسعون إلى الاصطياد في الماء العكر». وأكد أن إيران ترفض إقامة التخصيب خارج أراضيها. بينما حذر رئيس اتحاد جمعيات السلام في ألمانيا بيتر شتروتينسكي، من العواقب الوخيمة للتدخل العسكري ضد إيران.
وقال إن أي مواجهة عسكرية ستؤدي إلى ثورة واضطرابات في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وتوقع أن يثير التدخل العسكري موجة من الاحتجاج «يمكن أن تكون بمثابة رصاصة الموت بالنسبة إلى الأنظمة الموالية للغرب في السعودية والإمارات».
طهران - أ ف ب، قنا
اتهم وزير الداخلية الإيراني مصطفى بور محمدي أمس أميركا وبريطانيا بإثارة التوترات القومية والدينية في إيران وذلك إثر وقوع هجوم مسلح في محافظة سيستان - بلوشستان أسفر عن سقوط 23 قتيلا. وقال «من الواضح أن أميركا وبريطانيا هما وراء حوادث زابل وخوزستان».
من جهته قال قائد الشرطة إسماعيل احمدي مقدم «إن القوات الأميركية والبريطانية تسعى إلى خلق حال من انعدام الأمن في بلادنا وكذلك في العراق من خلال تأجيج التوترات القومية والدينية».
طهران - أ ش أ، أ ف ب
أفرجت السلطات الإيرانية أمس عن الصحافي المعارض أكبر غانجي بعد قضائه ست سنوات في السجن. وأكد محامى غانجي نبأ الإفراج عنه الذي سجن العام2000 بسبب كتابته عدة مقالات بشأن دور الحكومة الإيرانية في اغتيال 80 من المنشقين داخل وخارج إيران. وتشير التقارير الواردة من طهران إلى أن غانجى أصبح بطلا بالنسبة للإصلاحيين لموقفه الشجاع ضد المحافظين في البلاد. وكان غانجى قضى معظم فترة سجنه في الحبس الانفرادي، كما أضرب عن الطعام لعدة أشهر خلال العام الماضي.
العدد 1290 - السبت 18 مارس 2006م الموافق 17 صفر 1427هـ