قبل أن ينتحر المجتمع، يجب أن تكون هناك قواعد علمية واضحة ومحددة للحوار، فمن المستحيل أن نتصور مباراة لكرة القدم يلعب فيها كل لاعب بكرة خاصة به في الاتجاه وبالطريقة التي تروق له! وإذا كان اللهو البريء يتطلب قواعد منظمة، فإن مصالح المجتمع العليا أولى بتحديد الحوار الساعي لتحقيقها.
هذه دعوة إلى معارضتنا العزيزة أن تؤصل الحوار فيما بينها، وأن توحد صفوفها، وترتب أوراقها من جديد، وتعيد التفكير في وضعها الحالي وما آلت إليه من تشقق وضياع.
دعوة إلى الحوار الداخلي الجاد، دعوة إلى لملمة الصفوف من جديد والعمل في خندق واحد قبل أن «يفوت الفوت، ومن ثم لن ينفع الصوت». فإن ما نعيشه الآن من ارباك حقيقي على الساحة هو نتاج لخلافات القيادات داخل المعارضة، هذه الخلافات انعكست على الشارع العام فولد ما نراه هذه الأيام. هذه الخلافات ومن ثم الأزمات التي نراها اليوم، ولدتها صراع القيادات فيما بينها على الزعامة، والتي ستبدأ في الوضوح كلما اقتربت الانتخابات النيابية.
إن ما نراه حولنا يبدو وكأنه سوق مضطربة لتسويق الكلام، لاشك في أن لبعضه قيمة هائلة في ذاته، لكنه يفقد الكثير من هذه القيمة باعتباره جزءاً من الحوار، فليست النوايا الطيبة وحدها مصحوبة بصياغات ذهبية كافية للحوار. لقد تكلم «المتحاورون» كثيراً... ربما أمكنهم يوماً أن يتحدثوا معا.
إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"العدد 1289 - الجمعة 17 مارس 2006م الموافق 16 صفر 1427هـ