مثل تصويت 170 عضواً في الجمعية العامة للأمم المتحدة في اجتماعها المنعقد يوم الأربعاء الماضي 15 مارس/ آذار الجاري لصالح إنشاء مجلس جديد لحقوق الإنسان لطمة قاسية للجهود الاميركية لاعادة التفاوض بشأن هذه المسألة إذ وافق 170 عضوا مقابل رفض أربعة أعضاء هم الولايات المتحدة وجزر مارشال وجمهورية بالاو و«إسرائيل».
وصوتت الجمعية العامة للامم المتحدة بغالبية ساحقة لصالح إنشاء مجلس جديد لحقوق الانسان على أمل تعزيز هذه الحقوق وخلق وسائل جديدة لدعم وحماية حقوق الانسان في مختلف أنحاء العالم.
وامتنع ثلاثة أعضاء فقط عن التصويت هم فنزويلا وإيران وبيلاروس (روسيا البيضاء). ولم يصوت 14 عضوا من بين أعضاء الجمعية العامة للامم المتحدة البالغ عددهم 191 عضوا إما لغيابهم أو لحرمانهم من التصويت لعدم دفعهم ما عليهم من مستحقات.
وسيحل المجلس الجديد المؤلف من 47 دولة محل لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة والتي طالما انتقدت لقبولها عضوية دول اتهمت بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان مثل السودان وكوبا. وسيجتمع المجلس الجديد في فيينا مثلما كانت تجتمع اللجنة.
وقال السفير الاميركي جون بولتون الذي صوتت بلاده ضد القرار إنه على رغم ذلك فإن الولايات المتحدة ستعمل من أجل أن يكون مجلس حقوق الانسان قويا.
وأضاف بولتون «ان الولايات المتحدة لا يمكنها الانضمام إلى المؤيدين للقرار لانه لا توجد لديها ثقة كافية في نص القرار ولا يمكننا القول إن مجلس حقوق الانسان سيكون أفضل من سابقه».
ومضى يقول «غير أننا سنعمل بالتعاون مع باقي الاعضاء من أجل جعل المجلس قويا وهيئة فاعلة، كما ينبغي أن تكون». وقد رفضت الطلبات الاميركية المتكررة بوضع معايير أشد صراحة لقبول الدول في المجلس. وذكرت تقارير إخبارية أن الولايات المتحدة لن تعارض موازنة المجلس التي تقرر أن تبدأ من 4,5 ملايين دولار إذ ستدفع منها 22 في المئة وفقا لقوانين الموازنة في الامم المتحدة.
وقال الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان الذي اتفق مع الولايات المتحدة على ضرورة أن يكون المجلس الجديد قويا إن هذا المجلس يجب أن يثبت صداقته.
وقال الرئيس السويدي يان إلياسون للجمعية العامة التي رفضت المحاولات الرامية إلى تعديل النص إن المجلس الجديد سيؤكد على ثلاثة مبادئ تدعم الامم المتحدة هي التنمية والسلام والأمن وحقوق الانسان.
ورفض إلياسون إجراء مفاوضات جديدة مشيرا إلى أن هذا الامر سيجلب سلسلة لا تنتهي من الشرور.
وطالبت الدول الاسلامية باستخدام لهجة أشد قسوة لحظر توجيه انتقادات للاسلام ونبيه محمد وذلك بعد نشر رسوم كاريكاتورية تسيء إلى النبي الكريم في صحيفة يومية دنماركية. ورفضت هذه المطالب أيضا.
وفي حال إخفاق أعضاء المجلس الجديد في الالتزام بمعايير حقوق الانسان يمكن استبعادهم من خلال غالبية الثلثين في تصويت تجريه الجمعية العامة.
وسيتألف المجلس الجديد من 47 عضوا من كل أنحاء العالم إذ سيضم 13 عضوا من إفريقيا و13 من آسيا وستة من أوروبا الشرقية وثمانية من أميركا اللاتينية والكاريبي وسبعة من أوروبا الغربية وغيرها من الدول منها الولايات المتحدة وكندا.
وحدد هذا القرار الجديد للجمعية العامة الولايات الأساسية والمسئوليات الرئيسية التي سيتولاها هذا المجلس وخصوصا في مجالات تعزيز الاحترام العالمي لحماية جميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية للجميع من دون تمييز من أي نوع وبطريقة عادلة ومنصفة وأيضا العمل على معالجة حالات انتهاك حقوق الإنسان في الدول بما فيها الانتهاكات الجسيمة والمنهجية وبتقديم توصيات بشأنها...
وشدد على أهمية استرشاد هذه المجلس في عمله بمبادئ العالمية والحياد والموضوعية وعدم الانتقائية وبالحوار والتعاون الدوليين البنائين بهدف النهوض بتعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدى جميع الدول بلا استثناء بما في ذلك الحق في التنمية.
العدد 1289 - الجمعة 17 مارس 2006م الموافق 16 صفر 1427هـ