كثيرون يجزمون على أن البحريني مُبدع في الكثير من المجالات الفنية منها والادبية... إلى درجة وصلنا فيها حد الاكتفاء الذاتي لربما... ووصلنا إلى مستوى التصدير للخارج، ... فخذ مثلا المذيعات المتناثرات في المحطات الفضائية الخليجية، وتابع المسلسلات الخليجية التي تعج بالممثلات البحرينيات... حتى الرواديد الحسينيين... ولن نختلف هنا على تسميته بالفن أنظر إليهم كيف تُعرض نتاجاتهم على المحطات الفضائية الكويتية والعراقية... والكثير الكثير الذي يصعب عده، ولكن ما لا يعرفون من سبب هذا الابداع المتنامي والذي صار يثير فضول المهتمين منهم يتمثل في أسباب عدة مجتمعة! صفة الابداع (من وجهة نظري) تحتاج إلى بيئة صعبة جافة تشح الفرص فيها وتزداد الحاجة المادية على وجه الخصوص وتكثر المنافسة الشريفة... كما أن الابداع يتطلب منك المُعاناة والحرمان والاحساس بالاضطهاد والتمييز! حتى تُعبر بشكل حقيقي تحتاج الى أن تعيش المُعاناة نفسها، فحرمانك من بيت إسكان ليس كخيالك بالحرمان منه... أو حرمانك من مواصلة التعليم لأسباب الفقر وتحمل تبعاتها من تخلف وبطالة ليس كالخيال به... وحرمانك من وظيفة حكومية تناسب مؤهلاتك وخبرتك بعد اجتيازك لجميع الامتحانات الشفوية والتحريرية لتُعطى تلك الوظيفة لأفراد أقل كفاءة منك ليس كالخيال به... فمن هنا (من وجهة نظري) أن البحريني اجتمعت فيه جميع هذه المميزات (المصائب) - إن أحببتم أن تسموها حتى أدت إلى أن تخلق لكم شعباً مُبدعاً، يحفر الصخر حتى يصل إلى مُبتغاه... علما بأن مُبتغاه هذا ما هو إلا حق من حقوقه؟! فهل عرفتم لماذا البحريني مُبدع! وإذا عُرف السبب، بطل العجب؟!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 1288 - الخميس 16 مارس 2006م الموافق 15 صفر 1427هـ