العدد 1288 - الخميس 16 مارس 2006م الموافق 15 صفر 1427هـ

وشهد شاهد من أهلها

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

في الوقت الذي يتهم فيه الغرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بالسعي لصنع قنبلة نووية على رغم نفيها المتكرر لذلك، أطل علينا «مسيلمة الكذاب الأميركي» جورج بوش بعبارات قاسية تلهب الوضع وتزيده تأزيما حينما اتهم طهران بالمسئولية عن مقتل عدد كبير من جنود التحالف المحتل للعراق من خلال العبوات الناسفة. وقال بوش «إن إيران مسئولة عن العدد المتزايد للقتلى الذين تتسبب فيهم الهجمات على التحالف لأنها تزود ميليشيات شيعية بإمكان صنع عبوات ناسفة في العراق»، مستندا في ذلك إلى معلومات من رئيس أجهزة الاستخبارات الأميركية جون نيغروبونتي.

ولم يتأخر الرد كثيرا في تكذيب ما ذهب إليه الرئيس الأميركي. فقد شهد شاهد من أهله تمثل في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) التي أعلنت أنها لا تملك أدلة على ضلوع إيران في عمليات تسلل ولا في عمليات صنع قنابل في العراق. وردا على سؤال من خلال مؤتمر صحافي بشأن معرفة ما إذا كانت هناك أدلة على ضلوع إيران بشكل مباشر في تلك الهجمات، قال رئيس أركان الجيوش الأميركية بيتر بايس «لا أملك أدلة».

وطبعاً ليست هذه المرة الأولى التي يتهور فيها رئيس «الدولة العظمى الوحيدة» في العالم في تصريحاته غير الدقيقة. فقد اتهم بوش من قبل العراق بأسلحة الدمار الشامل وتبين عكس ذلك. واتهم سورية بعدم التعاون مع لجنة التحقيق الدولي في اغتيال الحريري ليأتي تقرير رئيس اللجنة سيرج براميرتس مخيبا لآمال بوش بأن دمشق تتجاوب مع كل طلبات المساعدة تقريبا التي تقدمت بها الأمم المتحدة.

ومن هذا المنطلق فإن تهم الإدارة الأميركية الموجهة إلى كثير من الدول التي تسميها بـ «المارقة» تحتاج إلى تمحيص واثبات دقيق خصوصاً أن تلك التهم تنطلق من نوايا عدوانية دائما ويتم فيها حشد المجتمع الدولي بطرق مضللة عبر مجلس الأمن الدولي الذي تحتضنه وتموله واشنطن. والنتيجة هي التدخل المباشر والسافر سواء العسكري أو السياسي في شئون تلك الدول لينكشف في النهاية الخطأ الجسيم الذي ارتكب ويحدث الندم ولات حين مندم.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1288 - الخميس 16 مارس 2006م الموافق 15 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً