العملية العسكرية الغاشمة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بغطاء أميركي بريطاني تمثل في سحب المراقبين من سجن أريحا في الضفة الغربية إذ تم خطف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات ورفاقه تعد بمثابة رسائل متعددة لأكثر من طرف.
الرسالة الأولى تعني رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتذكيره بأنه لا يملك أية سلطة فعلية في الأراضي الفلسطينية وان بوسع الجيش الإسرائيلي أن يفعل ما يشاء وأين يشاء وساعة ما يريد. كما أن المعاهدات والاتفاقات الموقعة مع «إسرائيل» وأطراف دولية أخرى لا تعدو كونها حبرا على ورق يمزق في أي وقت من دون أي خوف من عقاب أو إدانة دولية.
الرسالة الثانية مرسلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومتها المرتقبة بزعامة إسماعيل هنية وتقول إن «إسرائيل» فعلت هذا مع من كان يعد شريكا لها فكيف ستفعل مع من هو عدو لها يتصف بـ «الإرهاب». وعليها أن تعي وتستوعب الدرس جيدا وتتخلى عن روح المقاومة والبسالة.
الرسالة الثالثة موجهة للقمة العربية المقبلة وتقول إن «إسرائيل» لن تهتم بأي موقف تتخذونه لدعم حكومة «حماس» سياسيا أو ماديا لان الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم ولا يهتم بأية قيم إنسانية أو عسكرية قادر على أن يضع حكومتها في الخانة التي يريد تماما، كما فعل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
الرسالة الرابعة تخص الناخب الإسرائيلي وتؤكد له أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة أيهود اولمرت أكثر دموية وعنجهية من سلفه المقبور جزئيا ارييل شارون إذ يمكنهم أن يصوتوا له لأنه سيكون جزارا من الطراز الأول وسيسفك المزيد من الدم الفلسطيني إكراما لهم.
ما حدث أمس الأول تمت متابعته على شاشات الفضائيات ساعة بساعة وسبب الكثير من الألم للمشاهد العربي والمسلم الذي يحزنه أن يذل أفراد الشرطة الفلسطينية وسجناء السلطة بهذه الطريقة. ولكن المؤلم أكثر انه لم تصدر أية إدانة رسمية لذلك سوى من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فيما صمت الكل.
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1287 - الأربعاء 15 مارس 2006م الموافق 14 صفر 1427هـ