العدد 1287 - الأربعاء 15 مارس 2006م الموافق 14 صفر 1427هـ

رسائل عملية خطف سعدات

ابراهيم خالد ibrahim.khalid [at] alwasatnews.com

العملية العسكرية الغاشمة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي بغطاء أميركي بريطاني تمثل في سحب المراقبين من سجن أريحا في الضفة الغربية إذ تم خطف الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات ورفاقه تعد بمثابة رسائل متعددة لأكثر من طرف.

الرسالة الأولى تعني رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتذكيره بأنه لا يملك أية سلطة فعلية في الأراضي الفلسطينية وان بوسع الجيش الإسرائيلي أن يفعل ما يشاء وأين يشاء وساعة ما يريد. كما أن المعاهدات والاتفاقات الموقعة مع «إسرائيل» وأطراف دولية أخرى لا تعدو كونها حبرا على ورق يمزق في أي وقت من دون أي خوف من عقاب أو إدانة دولية.

الرسالة الثانية مرسلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحكومتها المرتقبة بزعامة إسماعيل هنية وتقول إن «إسرائيل» فعلت هذا مع من كان يعد شريكا لها فكيف ستفعل مع من هو عدو لها يتصف بـ «الإرهاب». وعليها أن تعي وتستوعب الدرس جيدا وتتخلى عن روح المقاومة والبسالة.

الرسالة الثالثة موجهة للقمة العربية المقبلة وتقول إن «إسرائيل» لن تهتم بأي موقف تتخذونه لدعم حكومة «حماس» سياسيا أو ماديا لان الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم ولا يهتم بأية قيم إنسانية أو عسكرية قادر على أن يضع حكومتها في الخانة التي يريد تماما، كما فعل مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

الرسالة الرابعة تخص الناخب الإسرائيلي وتؤكد له أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإنابة أيهود اولمرت أكثر دموية وعنجهية من سلفه المقبور جزئيا ارييل شارون إذ يمكنهم أن يصوتوا له لأنه سيكون جزارا من الطراز الأول وسيسفك المزيد من الدم الفلسطيني إكراما لهم.

ما حدث أمس الأول تمت متابعته على شاشات الفضائيات ساعة بساعة وسبب الكثير من الألم للمشاهد العربي والمسلم الذي يحزنه أن يذل أفراد الشرطة الفلسطينية وسجناء السلطة بهذه الطريقة. ولكن المؤلم أكثر انه لم تصدر أية إدانة رسمية لذلك سوى من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى فيما صمت الكل.

إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"

العدد 1287 - الأربعاء 15 مارس 2006م الموافق 14 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً