موجة تراجع عارمة بدأت تجتاح الأسواق المالية الخليجية في الآونة الأخيرة، بعد تأرجح مستمر عرفته تلك الأسواق منذ مطلع هذا العام، فقد استمرت يوم الثلثاء موجة الهبوط في بورصات خليجية، إذ أغلقت بورصة دبي للأوراق المالية على انخفاض بلغت نسبته 11,71 في المئة، كما انخفضت بورصة أبوظبي أكثر من ثلاثة في المئة في التعاملات الصباحية، وفي الوقت ذاته هبطت الأسهم السعودية بنسبة بلغت نحو خمسة في المئة في الجلسة الصباحية لتعاملات يوم الثلثاء، كما واصلت بورصة الكويت تراجعها في اليوم ذاته ليهبط المؤشر الرئيسي للبورصة لأقل من عشرة آلاف نقطة.
ظاهرة الهبوط وتراجع الأسعار ليست قاصرة على الأسواق الخليجية، فهي حال يمكن ان تمر بها أسواق عالمية عريقة، فقد تعرضت سوق الأوراق المالية الأميركية لشركات تقنية المعلومات (ناسدك) في مطلع هذا القرن إلى كارثة أدت إلى إفلاس الكثير من الشركات المدرجة على قوائمها، ناهيك عن خروج بعض شركات المضاربة العاملة فيها.
وكانت تلك الحال متوقعة نظراً للازدهار غير الطبيعي الذي عرفته تلك الشركات والذي قاد إلى تضاعف أسعار أسهمها مئات المرات خلال فترة قصيرة اعتبرت حينها قياسية.
وقبل ذلك، كان انهيار أسواق المال في الشرق الأقصى عندما اجتاحتها موجة هبوط غير متوقعة في منتصف الثمانينات من القرن الماضي، أدت هي الأخرى إلى تراجع نظرات الانبهار التي تمتعت بها تلك السوق.
وحتى السوق الخليجية، هي الأخرى عانت من أزمة حادة خانقة في منتصف السبعينات من القرن الماضي، انطلقت من الكويت وعمت المنطقة بأكملها، وهي التي عرفت حينها بأزمة سوق المناخ.
وفي العام الماضي بدأت سلطات الرقابة على الأوراق المالية في الإمارات تحقيقاً في تلاعب بأسهم بنك دبي الإسلامي، وأوقفت حينها عدداً من المستثمرين وشركة للوساطة المالية. وانعكس ذلك التلاعب سلبا على حركة تداول الأسهم في بورصة دبي، تأثرت بها حينها الأوراق المالية في المنطقة بشكل عام وأسهم المؤسسات المالية الإسلامية على نحو خاص.
وأسباب مثل تلك الحالات كثيرة بعضها داخلي مصدره أسباب من بين اهمها عدم توافر مقاييس الشفافية المطلوبة ما يبيح مساحات واسعة للتلاعب، وبعضها خارجي مصدرها قوى مالية عالمية أو إقليمية لها مصلحة مباشرة او غير مباشرة في الإساءة إلى أسواق أخرى منافسة.
والخطوة الأولى على طريق التصحيح هي البحث عن السبب، والسبب الحقيقي وليس ذلك الذي يذر الرماد في العيون. فهل آن وقت كشف الأسباب أم أن علينا انتظار كارثة بوسعنا درءها في هذه المرحلة المبكرة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1287 - الأربعاء 15 مارس 2006م الموافق 14 صفر 1427هـ