ليست هنالك أولوية للرجل على المرأة في البرلمان المقبل لا من منطلق فقهي ولا سياسي ولا اجتماعي، بل هناك أولوية للمرأة في بعض المواقع وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا تمس المرأة من قبيل آلامها في المحاكم وقضايا النفقة والطلاق وإلخ...
منذ خمسة قرون أعلن ابن خلدون دخول العالم الإسلامي ليل التخلف، ذلك ان العالم الاسلامي كثيرا ما يقاد كالقطيع إلى المحارق أو التجييش ضد مصالحه، وهو لا يعلم، وأحياناً تقام الدنيا ولا تقعد على مسألة عادية جدا ولا تحتاج إلى كل هذا الهياج المفتعل، تماماً كما افتعلت معارك باسم الدين لتكسير السيد فضل الله، لأنه أفتى فتاوى تختلف شيئا ما عما ينسجم في الخيمة المؤدلجة، أو الشيخ محمد الغزالي عندما كتب كتابه عن السيرة النبوية، أو المفكر علي شريعتي لأنه ألف كتباً تدعو إلى التصحيح الديني. والأدهى من ذلك محاولات تكسير السيد محمد باقر الصدر، واتهامه بأنه كان يعمل لأجل المصالح الاميركية، وأنها تدعم مرجعيته (راجع مذكرات الشيخ النعماني في كتابه عن محنة الصدر، وقد كان رفيقه في الأسر) فقط لأنه دعا إلى تصحيح بعض المفاهيم الإسلامية.
الكثير منا يطلبون الحرية في كل مكان ويكفرون بها في داخل مؤسساتهم. العالم العربي يناقش قضاياه بالتعبئة والتجييش والصراخ والاستعراض وأحياناً بأمور تافهة جدا. تقام الدنيا على بيضة في حين يكثر الشخير عند ذبح الديك. تصلني الكثير من أسئلة القراء متنوعة بعضها مؤيدة لما أطرح وبعضها مخالف، ولكن ليس بوسعي أن أقمع من يخالفني أو أتهمه بأنه ضد الدين والاسلام، هو حر في رأيه وليس علي أن أشنقه بوصاية دينية وأطلب منه أن يقدم صكوك غفران! الذي يضيع أمور المسلمين هو الوصاية على رقاب العباد باسم الدين.
الاجوبة بعد الاسئلة: المرأة البحرينية عقلها مازال مخطوفاً وهي مازالت ضد نفسها.
- شعار دعم المرأة سياسيا يطرح في التنظيرات، لكن عند المواقف يتم التخلي عنه لمبررات واهية ليست من الإسلام في شيء.
- كشخص سأدعم المرأة البحرينية للوصول إلى البرلمان والوظائف العامة وكل ما من شأنه دعم موقفها السياسي والأخلاقي والديني، ولست ملزما بآراء الآخرين مع احترامي لحرية آرائهم.
- لا أروج لأحد، لا للغزالي ولا لفضل الله ولا لأحد. هؤلاء شخصيات لها الكثير من الايجابيات ومن لم يكن منكم على خطأ فليرمهما بحجر. فضل الله والغزالي فقيهان ظلما من قبل حتى علماء الدين وليس كل ما يقوله علماء الدين صحيحا، فهم بشر، وأقول: اعطني عينة مثل السيد موسى الصدر أو الغزالي. الفقهاء والمراجع كلهم إن شاء الله على خير.
- التقليد الفقهي يجب ألا يحول إلى عقدة، والمسلمون ليسوا بحاجة إلى مزيد من الانشطار.
اما الأخ محمد علي فأجيبه بالآتي: لا أؤمن بالتجييش الثقافي. الله أعطانا عقولاً نزن بها الأمور، ونرفض التقديس الأعمى ويجب أن يقاس أي انسان بانجازاته الثقافية والسياسية والخدماتية إلى الناس.
- القارئ حسين أحمد، لا أؤمن بجمع التبرعات للخارج وفي البحرين مئات الفقراء، وأعتقد أن نصف مليون دينار التي جمعت من الناس وأرسلت إلى فقراء في الخارج (كما جاء في نشرة أهلية) فأقول: فقراء البحرين أوجب.
الأخ مهدي خليل: ان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أقر موازنة مالية ضخمة لبناء جامع رأس الرمان وجامع في سترة، وسيقوم ببناء عدة مساجد، بالاضافة إلى الترخيص لعدة مؤسسات إسلامية، وإقامة مؤتمرات، وشيء أفضل من لاشيء، وهناك مشروعات الآن تطرح لخدمة المجتمع البحريني.
- اختيار المرشحين للبرلمان المقبل يقع على عاتق من سيفصلون المعايير، والتدين شيء والكفاءة الإدارية شيء آخر. وأي خلل في ذلك سينعكس على مصالح وخدمات الناس، وستكون ردة فعل الناس على مفصلي المعايير تماما كما حدث في انتخابات البلدية، فقد اختار غالبية الناس معايير مؤدلجة فوقعوا في كارثية الاختيار، الذي أدى إلى الإفطار على بصلة... نائب بلدي غير كفء بعد سنين من الصيام. أقول: بعض البلديين وليس كلهم.
- أوروبا لم تتطور حتى إزالة سلطة الكنيسة التي كانت تمارس الإقطاع وإزالة محاكم التفتيش، ونحن بحاجة إلى علماء تنويريين مثل محمد عبده في الوقت الذي هناك من يحرص على الشخير العام، هناك من يدعو إلى إزالة السبات وفتح نوافذ العقول كجمال الدين الأفغاني.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1286 - الثلثاء 14 مارس 2006م الموافق 13 صفر 1427هـ