العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ

ما لا رأت عين معلِّم!

عقيل ميرزا aqeel.mirza [at] alwasatnews.com

مدير التحرير

قمت بزيارة إلى أحد مباني وزارة التربية والتعليم، فأبهرت من النعيم «المقيم» والترف العظيم الذي يتمتع به موظفو الوزارة، أثاث فاخر، مقاعد متحركة، وطاولات زاهية، عليها أجهزة الحاسوب المحاطة بالإكسسوارات الباهية، فضلا عن الهواتف المرمية على كل مكتب مهما كانت أهمية صاحبه ووو! وأيضا وجدت موظفين لا تطأ أرجلهم البلاط، ولا يشربون إلا الماء المعدني، وأما الكوفي، والشاي، فهو «بوفيه» هذا فضلا عن الحلويات والتمور المحشوة بالبندق، أو الفستق، أو ما لا أعرف، رأيت ما لم تر عين معلم، وما لم يخطر على قلب مدرس! فجال في خاطري سؤال: إذا كان هذا حال الموظفين الذين يحملون الثانوية العامة، فما هو حال المدرسين الذين يحملون الشهادات العليا ؟ فحمدت الله على النعمة الوفيرة التي ينعم بها موظفو الوزارات وقلت: ترفيه الموظفين خير من النهب في جيوب سراق المال العام، وغادرت المبنى في الساعة الثانية عشرة ظهرا، ورأيت غالبية الموظفين يغادرون، فقد انتهى الدوام! خرجت من الوزارة، وقمت بزيارة إحدى المدارس، فوجدت مدرسا يجبي دينارا من كل مدرس، فسألته لماذا؟ فقال لشراء «شاي الشهر»! وغادرت تلك الغرفة ودخلت أخرى فوجدت طابورا طويلا، فقيل لي هؤلاء ينتظرون دورهم للاتصال! وشاهدت طاولات ومقاعد لا تصلح للبيع في سوق «المقاصيص» فقيل لي هذه مكاتب المعلمين، وكان بعضها في «صنادق»! وعند مغادرتي في الواحدة والنصف ظهرا، وجدت طابورا جديدا فقلت: أهؤلاء ينتظرون الاتصال أيضا؟ فقيل لي: لا، هؤلاء يضربون «كارت المغادرة»!

إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"

العدد 1285 - الإثنين 13 مارس 2006م الموافق 12 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً