لقد استطاع سباق الفورمولا 1 أن يستقطب مشاهير العالم وعشاق هذه الرياضة التي بدورها خلقت أجواء وثقافة جديدتين على البحرينيين فمنهم من تسنى له متابعة السباق عبر شاشات التلفزة الموجودة في البرج المخصص للضيوف مرتديا السماعات الخاصة ومنهم من جلس على المدرجات في الهواء الطلق وآخر فضل التجول في ساحة الحلبة المقابلة وارتداء فانيلات وقبعات «البيس بول» الحمراء التي تحمل شعارات أسماء شركات السيارات السريعة المعروفة عالمياً.

الشباب والعوائل البحرينية والمقيمون والسواح الأوروبيون جميعهم كانوا يتجولون هنا وهناك في ساحة الفورمولا بينما مشهد آخر شهدته في حمامات السيدات، إذ تجد البحرينيات من مختلف الإعمار يذهبن هناك للتبديل من أجل ارتداء تي شيرت الحلبة الحمراء أو شركات السيارات المعروفة بعد أن يشترينها من «الاكشاك» المتناثرة على طول ساحة الحلبة وأيضاً بالنسبة للاطفال الذين أيضاً وجدوا مكانا لهم للعب والترفيه.

هذه الأجواء التي حملتها الفورمولا 1 لهذا العام هي أجواء تحمل ثقافة جديدة متنامية داخل المجتمع البحريني بمختلف شرائحه لاسيما الشباب الذي بدأ يجد متنفسا آخر لاطلاق طاقاته في العمل والمشاركة إن كانوا طلبة جامعيين، وذلك من أجل اعلاء وتحسين صورة البحرين أمام زوار وعشاق هذه الرياضة.

لكن أيضاً لا يمكن اغفال التنظيم الذي حملته أجواء سباق هذا العام الذي بدأ يستقطب المشاهير والشخصيات المعروفة لحضور نهائيات الفورمولا في البحرين مثل حضور ملكة الأردن رانيا العبدالله ودوق ادنبرة الأمير اندرو ونجم البوب الأميركي مايكل جاكسون الذي التقيته صدفة مبتسما وبصورة خاطفة عند مصعد برج الحلبة في الطابق السابع رافضا حارسه التقاط أية صور معه.

إن ما أعد للفورمولا بقيادة رئيس مجلس إدارة حلبة البحرين الدولية طلال الزين وفريقه استطاعوا بجدارة أن ينقلوا لنا شيئاً مختلفاً هذا العام، إضافة إلى الفعاليات المصاحبة لـ «ربيع الثقافة» التي هي الأخرى جاءت بالمستوى الذي ساهم ويساهم في ارتقاء الذوق العام الذي نأمل أن يتطور عاماً بعد عام... فالبحرينيون متعطشون لأجواء مختلفة وهم اليوم لديهم حرية الاختيار في كيفية قضاء وقتهم، وذلك مع تعدد الفعاليات وطابعها فمن الرياضة إلى الفن والموسيقى والمسرح وغيره... والاستمرار على هذا النهج معناه أن البحرين تسير على الخط الصح.