لو سألني سائل، ما رأيك في أن يلعب دوري الدرجة الأولى في الموسم المقبل بنظام الدورة السداسية؟ فلن أتردد في أن أكون من أقوى الرافضين لهذا النظام الذي لم يأت بالجديد للدوري، الذي ضعف مردوده خلال الموسم الماضي والحالي على رغم أن المنافسة على أشدها في الموسم الحالي بين الأهلي وباربار، وأنه من الممكن أن يتجه الحسم إلى المباراة الفاصلة. ولكن ذلك ليس مؤشرا على أن هذا النظام أثر بشكل مباشر على المستوى العام. 29 مباراة لعبت حتى الآن، المباريات التي وصل فيها المستوى الفني إلى جيد أو جيد جدا لا تتعدى أصابع اليدين أو أصابع اليد الواحدة.
كرة اليد البحرينية لا تمتلك إمكانات هذا النظام على مستوى التحكيم ولا على مستوى اللاعبين، فعلى مستوى التحكيم، لا يملك الاتحاد في يده سوى 4 حكام دوليين بالإضافة إلى حكم قاري، ومن الطبيعي أن هذا العدد لا يستطيع أن يغطي المجموعتين السداسيتين الأولى والثانية؛ لأنه من المفترض بحسب تقسيم السداسيتين أن المستوى الفني في كليهما متقارب. الاستعانة بالحكام الأجانب خلال الموسم الحالي والماضي كلف خزينة الاتحاد الكثير، ففي هذا الموسم مثلا، الكلف ليست أقل من 4 أو 5 آلاف دينار خلال الدورة السداسية فقط، مستوى الغالبية منهم لا يقارن بمستوى التحكيم البحريني في الوقت الحالي أساسا.
نأتي إلى المستوى الفني، فبدلا من أن يصل إلى أفضل المستويات في منتصف الموسم مع انطلاقة الدورة السداسية نجده يتراجع، والسبب الرئيسي وراء ذلك الملل الذي يشعر به اللاعبون خلال فترة التوقف الذي تسبق هذه الدورة، إما بسبب المشاركات الخارجية للمنتخب الوطني أو الأندية المحلية على المستويين القاري والإقليمي، ويبدأ اللاعبون الدورة السداسية بعد ملل التوقف، وما أن يجدوا حساسية المباريات تدخل الإصابات على الخط وتنال من اللاعبين، وبالتالي تدخل الأندية المنافسة في تحد لا يمكن أن تخرج منه لأن مصيرها في المنافسة قد يتحدد في أسبوعين أو أسبوع ونصف.
الأمر الذي لا يقل أهمية، أن 75 في المئة على الأقل من الأشخاص الموجودين داخل أجواء المنافسة من لاعبين وجماهير وإدارة لا يحتملون منافسة بهذا الأسلوب، لذلك فإن المشكلات بين الاتحاد والأندية أو بين الأندية وأطراف أخرى تزداد بشكل مباشر في هذه الفترة. اللافت أن المشكلات التي تثار لا تتناسب مع المستوى الفني المقدم، في سداسية المجموعتين لهذا الموسم، لا تكاد تمر جولة إلا ووراءها مشكلات بعضها إن لم تكن غالبيتها لا تستحق أن تكون مشكلة! وفي هذا الموسم تحديدا، دخلت عادة جديدة لم نكن نألفها، هي التشكيك في الذمم والنيات، أي تغيير في الجدول من قبل الاتحاد يفسر لصالح ناد على آخر، أية عقوبات تفرض تفسر على أنها لصالح ناد على آخر، أي حكم محلي يقود مباراة لا يوفق فيها يقال بأنه غير عادل ويعمل لمصلحة ناد على آخر. المسألة تعدت ذلك وصار الخبر الصحافي المكتوب في أي من الملاحق كتب بتوجيه من مسئول بالاتحاد.
العودة إلى نظام الدوري الكلاسيكي فيه خير وصلاح لكرة اليد البحرينية، فيه أنه من الممكن أن يدير الاتحاد الدوري بإمكاناته الحالية من دون الاستعانة بأصدقاء من الخارج كثيرا، فيه أنه من المتوقع أن يكون المستوى الفني أفضل لأن هذا النظام يتناسب مع إمكانات اللاعب البحريني وظروفه، وفيه أن الضغوط على الاتحاد والمشكلات التي تثار ستتقلص إذا ما كانت إلى النصف ستصل إلى الربع، وقد ينال رجال الصحافة الحظ أيضا (…).
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 2457 - الخميس 28 مايو 2009م الموافق 03 جمادى الآخرة 1430هـ