عقد في كوبنهاغن يوم الجمعة مؤتمر بشأن الحوار الثقافي والديني رعته الدنمارك على أمل المساهمة في إخماد التوتر الناجم عن الرسوم المسيئة لنبينا محمد (ص). وكان من أبرز الدعاة المشاركين الشيخ الحبيب علي الجفري وعمرو خالد وطارق السويدان الذين طالبوا الحكومة الدنماركية بتقديم اعتذارات رسمية (من دون جدوى) وذلك لإقرار المصالحة المنشودة.
واستغرب كيف استجاب هؤلاء الدعاة الشباب للدعوة الدنماركية للمشاركة في هذا المؤتمر قبل تقديم الاعتذار مسبقا، خصوصاً أن راعي المؤتمر ليس طرفا ثالثاً بل هي الدولة المسيئة. وما هي جدوى أن يذهب هؤلاء إلى كوبنهاغن ويطالبون من هناك بالاعتذار وتفهم الضرر الذي لحق بالمسلمين جراء تلك الإهانات الإعلامية، التي راح ضحيتها أكثر من 50 مسلماً علاوة على الخسائر المادية.
أعتقد أن هؤلاء الدعاة الذين حضروا المؤتمر خرجوا عن إجماع الأمة إذ إن الجماهير الإسلامية احتشدت في تظاهرات من قبل مطالبة بالاعتذار قبل كل شيء وقد وافقهم في ذلك كبار الأئمة والمشايخ. وكان الأجدر بهؤلاء استطلاع الرأي العام في المنطقة قبل المشاركة.
وفي الواقع المسلمون ليسوا بحاجة إلى مؤتمرات حتى يثبتوا مكانة نبيهم في قلوبهم أو جلب العزة لدينهم. وربّ ضارة نافعة، فقد حركت أزمة الرسوم، بمعجزة إلهية، كوامن الفضول وحب المعرفة لدى قطاع كبير من الدنماركيين، وذلك ما تجلى في تسجيل إقبال منقطع النظير على القراءة والبحث عن الإسلام ونبيه الكريم.
وذكرت تقارير دنماركية أن كل نسخ القران الكريم التي كانت متوافرة في المكتبات الدنماركية نفدت بسبب الإقبال الكبير للمواطنين على اقتنائه وقراءته. والإسلام كديانة بعلومه المتنوعة في طريقه لأخذ مكانة داخل أروقة جامعة كوبنهاغن، إذ سيفتتح فرع خاص به حسب ما أفاد به البروفيسور هنينغ كوك المتخصص في علم القانون.
وهكذا يجب على المفاوضين الإسلاميين أينما كانوا وفي أي وقت ألا يرضوا بالدونية في حوارهم مع الغرب في هذه القضية بالذات أو فيما يسمى بحوار الحضارات خصوصاً أن الله تكفل بحفظ دينه وعزة نبيه.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1284 - الأحد 12 مارس 2006م الموافق 11 صفر 1427هـ