نختتم في هذه الحلقة النقاش الذي بدأناه قبل يومين بخصوص الانعكاسات الايجابية لاستضافة البحرين لمسابقة الفورمولا 1. يركز مقال اليوم على ضرورة تخصيص الحلبة أو على أقل تقدير إشراك القطاع الخاص في إدارة الحلبة.

حقيقة يوجد توجه لخصخصة الحلبة ولكن لم يحدث شيء ملموس حتى هذا التاريخ. ونرغب في هذا الصدد أن نضم صوتنا للمنادين بسرعة اتخاذ قرار الخصخصة إذ من شأن ذلك أن يساعد في تطوير المسابقة في البلاد حتى يتسنى الاستفادة القصوى من الحلبة. وللتأكيد فإن هذه الخطوة تتماشى مع التوجه العام للدولة من حيث تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد. لاحظ على سبيل المثال مشروع إنشاء شركة قابضة برأس مال قدره مليارا دينار على أن يتم تحويل موجودات الحكومة في 30 مؤسسة محلية وخارجية للمؤسسة الجديدة. أيضا هناك قرار بتأسيس شركة قابضة أخرى برأس مال قدره 135 مليون دينار لإدارة الأراضي التابعة للحكومة في كل أنحاء المملكة. ومن المنتظر أن يتم إشراك مستثمري القطاع الخاص في المشروعين الطموحين.

إمكانات ضخمة

بل ان الصواب هو أن يتم بيع الحلبة أو على الأقل تحويل إدارة الحلبة لعهدة القطاع الخاص والذي بدوره يهتم بالربحية ما يعني بالضرورة تقديم القيمة والخدمة للزبائن. ويكمن سر دعوتنا هذه إلى عدم الاستفادة من الحلبة (مع ما فيها من إمكانات) طوال العام إلا ما نذر. نحن أيضا نؤيد الكلام الذي يصدر بين الحين والآخر من القائمين على المشروع بتوافر الكثير من التسهيلات في الحلبة لكن تكمن في عدم توظيفها بالشكل المناسب. طبعا تقيم بعض الشركات بين الحين والآخر بعض فعالياتها في أروقة الحلبة لكن يبقى ذلك محدودا في أحسن الأحوال.

أيضا كم سمعنا عن مشروعات محتملة ستقام في منطقة الصخير من تشييد مجمع وفندق ومساكن فاخرة ومعلب للعبة الجولف لكن لم تتم ترجمة هذه الأمور إلى واقع ملموس. ربما يكمن الحل في تحويل مشروع الحلبة لعهدة المستثمرين من القطاع الخاص حتى يتسنى تحقيق نتائج على الأرض.

مصنع لتجميع قطع السيارات

وقبل الختام لا بأس بتذكير القراء ببعض الفوائد الأخرى لمسابقة الفورمولا 1 والتي ظهرت للعيان في الأيام القليلة الماضية. فبتاريخ 8 من شهر مارس/آذار الجاري قام سمو ولي العهد بوضع حجر الأساس لإنشاء مصنع لشركة «روف» الألمانية لتجميع القطع بالقرب من الحلبة. ويعتبر هذا المصنع الأول من نوعه للشركة خارج ألمانيا.

وقبل ذلك بيوم واحد تم فتح شارع الشيخ خليفة بن سلمان والذي يربط دوار السوق المركزي في المنامة بمدينة حمد مرورا بجامعة البحرين فالحلبة وأخيرا الزلاق. وتبين أن كلفة هذه المرحلة لم تتجاوز 4 ملايين دينار. كما تقتضي المرحلة الثانية إنشاء جسور علوية لتسهيل الانسياب المروري في المنطقة. ولا شك في أن المواطنين هم من يستفيدون من هذا التطور النوعي على مدار السنة وليس فقط رواد الحلبة (والذين بدورهم يقومون بزيارة حلبة البحرين الدولية لعدة أيام فقط).

ختاما، نعود ونذكر بالكلام الذي بدأنا به بحثنا المقتضب (والذي نشر على مدى ثلاثة أيام متتالية) بأن قرار إنشاء حلبة البحرين الدولية لاستضافة مسابقة الفورمولا 1 هو أكثر من صحيح بدليل تسجيل فوائد اقتصادية (مصروفات الزوار) ومجتمعية (تشييد الطرق). ٌ