العدد 1284 - الأحد 12 مارس 2006م الموافق 11 صفر 1427هـ

الشباب ينفون تلقيهم دعماً مالياً من جهات خارجية

أميركا غول الهيمنة... أم رسول الديمقراطية؟

دور أميركا في الشرق الأوسط موضوع يعيد طرح نفسه كلما استجدت قضية أو حدث ما في هذه المنطقة التي أطلق عليها وفق مشروع هيمنة معد بعناية مسمى الشرق الأوسط الكبير، فبعد أن جربت الولايات المتحدة الأميركية استعمال عصاها المبرحة لتهذيب أفغانستان والعراق، بعد أن انتهت من مشقتها الكبرى - الاتحاد السوفياتي - إثر إسدال الستار عن قطب العالم الشرقي الذي أرق الولايات المتحدة الأميركية على مدى أربعة عقود.

هاهي تعيد تدوير استراتيجيتها المهيمنة بشكل أكثر تهذيب، المشروع اليوم هو مشروع الإطاحة بالأنظمة الدكتاتورية «ونصرة الشعوب» في سبيل نيل حصتها من «الليبرالية الأميركية العادلة».

وبما أن الشباب يشكل عصب مجتمعاتنا وعمودها الفقري، لذلك قررت الإدارة الأميركية بث مشروعها للهيمنة في أوساط منظمات المجتمع المدني التي تمثل الشباب عبر دعمها بمبالغ سخية من شأنها أن تغري أنزه النزهاء.

يمثل هذا الرأي شريحة كبيرة من شباب مجتمعنا الرافضين لمشروعات الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة، لكن وفي المقابل تنظر فئة أخرى لأميركا على انها مشروع المخلّص من هيمنة الحكام الاستبداديين علمانيين كانوا أم إسلاميين، وهي الإمبراطورية التي رسخت صون حقوق الإنسان وحرياته، كما أنها من جذر دور الإعلام والرأي العام ورفع من شأنهما ليتوليا مسئولية ارتقاء المجتمع، كما تقدم برامج التنمية للمجتمعات النامية لانتشالها من تخلفها.

من خلال هذه الجولة في اروقة التجمعات الشبابية في البحرين نتعرف على آراء الشباب في دور أميركا في المنطقة:

فضلت نسرين وهي طالبة دراسات دولية بجامعة «AMA» طرح رأي دبلوماسي بشأن دور أميركا في الشرق الأوسط، وقالت إن أميركا تضع البرامج التنموية والتطويرية للارتقاء بالدول والأفراد.

مضيفة أن أحد هذه البرامج، هو البرنامج الأميركي لتطوير المرأة الأفغانية، وهي منظمة تهدف إلى تطوير وتثقيف المرأة الأفغانية في سبيل تعزيز دورها في المجتمع.

كما رحبت نسرين بالدور الذي تلعبه أميركا في دعم منظمات المجتمع المدني في الشرق الأوسط، واصفة الخطوة بالايجابية وقالت: «تدعم أميركا المنظمات الشبابية في تلك الدول لكسر الحاجز الواقف ما بين الثقافة الغربية والشرقية، ومن شأن هذا الدور أن يساهم في تقليص الفجوة الحضارية بين شعوب الحضارة الشرقية وشعوب الحضارة الغربية.

واختارت نسرين عدم التطرق لموضوع الهجمة الأميركية على العراق «لكي لا تثير حفيظة السفارة الأميركية»!

أميركا تسعى لرأسملة أفغنستان

بينما عارضتها زميلتها في التخصص ذاته ماجدة الزكري بشدة قائلة: بما أني طالبة دراسات دولية اعرف أن السياسة الخارجية للإدارة الأميركية تميل إلى مدرسة الفرض والهيمنة.

وأضافت: سياسة أميركا في الشرق الأوسط لا تستوعب احتياجات الشعوب، ففرض الديمقراطية على الشعوب بالقوة لا يمكن أن يكون ديمقراطيا، وهو في الأساس يتعارض مع مبدأ التعددية.

وواصلت قائلة: «مشكلة السياسة الأميركية أنها لا تتواصل مع الشعوب، وأكبر شاهد على ذلك هو المثال العراقي، فرغم الاستبداد الذي عانى منه المجتمع العراقي في عهد صدام حسين، فإن عدد الضحايا الذين سقطوا إثر الهجمة الأميركية على العراق يفوق عدد الضحايا في عهد صدام، وفي المقابل لا يسلط الإعلام الأميركي الضوء على عدد الضحايا العراقيين بقدر ما يسلط الضوء على عدد الضحايا الأميركان.

وقالت: «لا يمكن فرض العلمانية على الشعوب بالقوى، لا يمكن أن نكون نسخة من الأميركان، يجب أن تراعي الإدارة الأميركية المثل الدينية والتراثية للشعوب».

واستدلت ماجدة بالمؤتمر الذي عقد قبل أيام في السفارة الأميركية بشأن المرأة الأفغانية قائلة: «قالت المحاضرة أثناء المؤتمر إن المرأة العراقية المتعلمة تخلصت من حجابها، بينما لاتزال النساء الأقل تعليماً في القرى متمسكات بنقابهن، وهنا يكمن الخلل إذ لا يمكن التعامل مع المرأة المتحجبة على أنها متخلفة، على الأميركان أن يعوا أن تمسك الأفغانيات بهويتهن ومعتقداتهن الدينية لا ينتقص من ثقافتهن».

كما ارتأت ماجدة أن الولايات المتحدة ساهمت في اتساع هوة التفاوت الطبقي بين الشعب الأفغاني عبر سعيها «لرأسملة» النظام الأفغاني.

وأضافت أن أميركا تمارس دور السمسار في أفغانستان إذ إنها ترسي مناقصات إعادة إعمار أفغانستان على الشركات الأميركية الكبرى، في سبيل نيل حصتها من الفائدة، فيما تهمل المؤسسات الأفغانية التي تقدم على رغم أنها تقدم عروضاً لإعمار أفغانستان بكلف تقل عن الكلف المعروضة من قبل الشركات الأميركية.

أميركا المدير المنظم أم الغول المفترس؟

حمد بودلامة وهو أيضاً طالب دراسات دولية يرى أميركا كمدير المدرسة الذي يتولى مهمة إرساء النظام ولولاها لسادت الفوضى عالمنا.

أما مراد الحايكي وهو عضو جمعية الشباب الديمقراطي بدا غير مقتنع بمشروع الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط وقال: أعلم أنهم يقدمون حججاً واهية للسيطرة على مقدرات دول الشرق الأوسط، فمن نزع أسلحة الدمار الشامل، تحولت الحجة إلى نزع الأنظمة الاستبدادية ما يبين مستوى الصدقية في الخطاب الأميركي

حسين الشبيب كذلك طالب دراسات دولية بجامعة «ءحء» لكنه اختلف مع البودلامة مقدماً رؤية أكثر تفصيلاً وقال: إن المشروع الأميركي في المنطقة، والذي أعد له منذ سنوات، ارتكز بشكل أساسي على النجاح في العراق، ليس عبر تغيير النظام فحسب بل وبتحويله إلى نقطة انطلاق للتغيير المقبل في دول الجوار الإقليمي وخصوصاً سورية وإيران، لتمهيد الطريق إلى أنظمة موالية تيسر توسع مشروع الشرق الأوسط الكبير، لتحقق الإدارة الأميركية أهدافها الاستراتيجية بالسيطرة السياسية المطلقة على مصدر الطاقة العالمي والتحكم فيه اقتصادياً وسياسياً بما يخدم مصالحها المستقبلية، قاضية بذلك على آمال الدول التي ناهضت اتجاه العالم الى قطب واحد «أميركا».

وعن دور الإعلام الأميركي وتأثيره على شباب الشرق الأوسط أضاف: أصبح للإعلام أهمية كبرى في عصرنا فمن يمتلك الإعلام أمتلك العصى السحرية التي تسير العالم.

وقال إن أميركا تملك أسطولا إعلامياً كبيراً يحتوي على الكثير من القنوات الفضائية والصحف والمجلات، معززاً بكوادر إعلامية ذات مستوى رفيع، ما يؤهلها لنشر فكرها بكل سهولة ويسر والهيمنة على الإعلام العالمي.

لكن شبيب أستدرك قائلاً: الإعلام الأميركي ليس سيئاً كما يعتقد البعض فهناك كثير من القنوات الفضائية الأميركية والصحف، تطرح الكثير من القضايا الهادفة، وعلى النقيض فالإعلام الأميركي يملك قنوات إعلامية موجهة تطرح صورة صقور الإدارة الأميركية، والشباب العربي له حرية الاختيار بين الاثنين وفق وعيه وثقافته.

تداولت في الآونة الأخيرة أخبار بشأن عرض منظمات أميركية تابعة للخارجية والكونغرس الأميركيين مبالغ مالية على منظمات شبابية بحرينية، كما عرضت عليها التعاون معها في وضع برامجها الشبابية، توجهت «شباب» الى المنظمات الشبابية سائلة قياداتها بشأن صحة الخبر.

لم نتسلم دعماً... ولو تسلمنا فذلك لا يعيبنا

نفى سكرتير الأمانة العامة بجمعية ملتقى الشباب البحريني راشد الغائب تلقي جمعيته دعماً مادياً من منظمة أميركية تابعة للكونغرس الأميركي أو الخارجية الأميركية وقال: يعود الموضوع لشائعات قديمة ارتبطت باستضافتنا لشخصيات دبلوماسية أميركية خلال فعالياتنا، بالإضافة لتنظيمنا برامج مشتركة مع العهد الديمقراطي الوطني «IDN» تزامناً مع الهجمة الأميركية على العراق، بالإضافة إلى ذلك ربط الرأي العام بين كل هذا وبين سفري بصفة شخصية للولايات المتحدة الأميركية بناء على دعوة من الخارجية الأميركية في تعزيز الشائعة.

وقال الغائب مؤكداً عدم تلقيه أي دعم من أي جهة اميركية: «تثبت أنشطتنا مسارنا، وعلى من لا يصدق أن يتفحص تقريرنا المالي والذي يثبت مصادر تمويلنا».

لكن الغائب أستدرك موضحاً: «هناك منظمات أميركية إقليمية متخصصة في دعم منظمات المجتمع المدني في دول الشرق الأوسط ومن بينها «ند» وهي منظمة أميركية تابعة للكونغرس الأميركي، و«ماتي» وهي منظمة تابعة للخارجية الأميركية، زارت هذه المنظمات البحرين أخيراً والتقت بقيادات بعض منظمات المجتمع المدني وعرضت دعمها المالي لبرامجها».

وأضاف: كنا من بين هذه المنظمات التي التقت بهاتين المنظمتين، لكننا أخبرناهما أننا مكتفين بدعم الجهات المانحة من داخل البحرين وفق حجم مشروعاتنا، ولم يتوسع نشاطنا للعمل بالشراكة مع هذه المنظمات»

لكن الغائب بيّن في ختام حديثه انه لا يرى عيباً في العمل مع هذه المنظمات: «لا أعتقد أن التعاون مع هذه المنظمات يعيبنا فنحن نسعى لطرح برامج تنموية، ولو تسنت لنا الفرصة مستقبلاً للعمل مع هذه الجهات وفق خطة مناسبة فلاشك إننا لن نرفض ذلك».

الشبيبة لا تقبل دعماً من الامبرياليين

كما أشتركت جمعية الشبيبة البحرينية مع المنظمات الشبابية في نفي تلقيها أي دعم من أي جهة أميركية، وقالت على لسان مصدر مسئول إن الشبيبة لم ولن تصل إلى هذا المستوى المبتذل فهي لطالما حملت على عاتقها محاربة المشروعات الإمبريالية في العالم ودعم حركات التحرر الوطني المناهضة لمشروع الولايات المتحدة الأميركية. وعلى هذا الاساس فإننا نطالب الجهات المعنية بالشأن الشبابي تقديم الدعم اللازم للجمعيات الشبابية بما يكفل التصدي لاتجاه بعض القوى الخارجية لإغراء بعض المؤسسات الشبابية من خلال دعمها المادي والمعنوي في سبيل جرفها نحو اهدافها الامبريالية الشرسة والتي في مقدمتها الهيمنة المطلقة على مقدرات المنطقة، وهنا تؤكد جمعية الشبيبة على ضرورة التفات زملائنا في الجمعيات الشبابية لخطورة هذا الموضوع.

«الشباب الديمقراطي » تنفي تلقيها أي دعم

وبدوره نفى رئيس اللجنة الإعلامية بجمعية الشباب الديمقراطي حسين العريض تلقي جمعيته دعماً من جهة أميركية قائلاً: بخصوص تداول خبر تلقي جم

العدد 1284 - الأحد 12 مارس 2006م الموافق 11 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً