العدد 1283 - السبت 11 مارس 2006م الموافق 10 صفر 1427هـ

رئيس تحرير... كذّابٌ أم مغفّل؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في زيارته لـ «الوسط» الأسبوع الماضي، لم يتذكر وزير الإعلام محمد عبدالغفار إلا مهاجمتنا لبعض رؤساء التحرير (المحليين) في مقالات سابقة، بسبب ما شاب كتاباتهم من أخطاءٍ مخجلةٍ لا تليق بمنصب «رئيس تحرير». فهل سيتذكر الوزير تعليقنا على ما أتحفنا به رئيس تحرير صحيفة مصرية، قبل أسبوع، حين ادعى إن سبب اختيار الشيعة في البحرين للاستقلال بداية السبعينات ليس وطنياً. وإذا كان هذا الكلام الرخيص مرفوضاً جملةً وتفصيلاً، لأنه ينمّ عن جهلٍ مخجلٍ بتلك المرحلة من التاريخ، فإن الأشنع من الجهل، تعمّد الكذب المنافي للمروءة والأخلاق، إذ ادعى حرفياً في مقاله «حكايات أسبوعية»، ان «إيران تدفع مرتبات شهرية لكل شيعي يعيش في الخليج»!

وكل من عاش في الخليج، مواطناً كان أو وافداً، يعلم مدى السخف في اختلاق هذه الكذبة الأضحوكة، حتى أن أحد الأخوة المحرقيين كتب مازحاً: «أرجو أن يتم اعتماد اسمي ضمن قائمة القبض الشيعية، فقد أعلنت تشيّعي، لأن الدولة الأخرى لا تدفع شيئاً للسنة»!

ومع ذلك، سنحاول تصديق رئيس التحرير الموقر لفترة خمس دقائق فقط، وليسمح لنا بطرح بعض الاستفسارات على سيادته: كيف يتم تسليم هذه الرواتب الشهرية على ملايين الخليجيين؟ هل يتم ذلك في السفارات الإيرانية في الخليج جهاراً نهاراً؟ أم توزع ليلاً تحت جنح الظلام؟ وكم عدد «العاملين عليها» في هذه الحالة؟ ومتى تبدأ عملية التوزيع؟ بداية كل شهر شمسي أم قمري؟ هجري أم ميلادي؟ وكم يوماً تستغرق العملية كل شهر؟ وهل توزع باعتبارها هدايا مجانية على كل الشيعة الخليجيين؟ أم تصل إلى فئاتٍ محددة، ربما آلاف أو عشرات الآلاف؟ وكم يصل المبلغ الاجمالي؟ ثم ألا تحتاج عملية «مارشال» الخليجية هذه إلى وزارة كاملة وجيش عرمرم من الموظفين لرصد وتحديث القوائم وتوزيع الرواتب!

ثم هل يتسلم الطفل نفس مرتب الرجل الكبير أم «هم درجات عند الله»؟ وهل تتسلم المرأة نفس مرتب الرجل أم أن هناك تمييزاً «جندرياً» بين الجنسين يستدعي الاحتجاج لدى منظمات حقوق الإنسان؟

ثم كيف يتسلم شيعة الخليج هذه المرتبات الشهرية: يداً بيد و(شاهر ظاهر)، أم عن طريق التحويل «السري» المباشر إلى حساباتهم المصرفية كما يحصل مع بعض «كتاب الأعمدة» المرتشين؟ وماذا عن فقراء الشيعة الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية ولم يجتازوا باب أي مصرفٍ في حياتهم قط؟

ثم ان إيران المتعبة بمشكلاتها الاقتصادية والاجتماعية، التي يقارب متوسط سن الزواج الثلاثين، هل لديها من القدرات المالية الأخطبوطية ما يمكّنها من صرف رواتب شهرية للخليجيين الشيعة الذين يعيش أغلبهم وضعاً مالياً أفضل من مواطنيها؟

ثم كيف «مرّت» وتمر ملايين الدنانير شهرياً، دون أن تتنبه لها وزارات المالية أو الداخلية الخليجية؟ وإذا مرت عليها أليس المفروض أن تصطادها «وزارة التنمية» المكلفة بملاحقة الجمعيات الإسلامية والصناديق الخيرية، فأي مبلغ يزيد على 3 آلاف دينار يخضع للمساءلة والملاحقة القانونية! ثم بأية عملة يتم صرف الرواتب؟ بالدينار البحريني أم الريال السعودي أم الدينار الكويتي؟ أو التومان الإيراني أم تصرف بالدولار الأميركي؟

(ما تسوى عليه)... «شلخة» صغيرة واحدة فتحت عليه كل هذا الشلال من الأسئلة! ومع ذلك تبقى أسئلة أخرى: من الذي «استغفله» بهذه المعلومة؟ وكم قبض بالمقابل؟ وهل استلم الراتب باليورو أم بالدولار؟! وأخيراً ... ألا يعذرنا وزير الإعلام إذا تكلمنا ضد «ديناصورات الصحافة» المتكرشين؟

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1283 - السبت 11 مارس 2006م الموافق 10 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً