أشرنا في مقال الأمس بالأرقام إلى الفوائد الاقتصادية المرتبطة باستضافة البحرين لمسابقة حدث الفورمولا 1، فالحدث الكبير يساهم في استقطاب الزوار إلى المملكة لكن ليس كما يتوهم البعض.
بحسب الوكيل المساعد للجنسية والجوازات والإقامة الشيخ أحمد بن عيسى بن خليفة آل خليفة بلغ عدد الزوار الذين حصلوا على تأشيرات للدخول وقت الفورمولا 1 إلى البحرين 10 آلاف تأشيرة في العام 2005، يضاف أيضا إلى هذا العدد رعايا دول مجلس التعاون الذين بدورهم لا يحتاجون إلى تأشيرات دخول، كما أشار الوكيل المساعد إلى أرقام أخرى مهمة مثل عبور 60 ألف شخص لجسر البحرين والسعودية أيام المسابقة في العام الماضي (بالمقارنة مع 37 ألف شخص يستخدمون جسر فهد في الأيام العادية).
قد يبدو للبعض بأن هذا الرقم ليس كبيرا، بل الخطأ هو توقع حدوث زيادة نوعية في عدد الزوار من أوروبا على سبيل المثال، فمسابقة البحرين تستهدف بالأساس المواطنين والخليجيين ورعايا الدول القريبة، فليس من المعقول ان نتوقع أن يأتي زوار من كل دول العالم لمشاهدة السباق في الوقت الذي بمقدورهم أن يستمتعوا بمشاهدة الحدث على الشاشة الصغيرة.
على كل حال فإن مسابقة الفورمولا 1 ستنتقل ما بين 18 حلبة في العالم في موسم العام 2006، فبحسب الجدول المعد سلفا، تنطلق مسابقة 2006 من البحرين وتنتقل بعدها إلى ماليزيا ومن ثم استراليا (تقليدا تنطلق المسابقة في ملبورن، لكن حدث تغيير في هذا العام نظرا لاستضافة أستراليا دورة ألعاب الكومنولث) على أن تحتضن البرازيل السباق الأخير في شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
نقص الفنادق
أيضا لابد من الإشارة إلى مسالة حيوية أخرى وهي محدودية عدد الفنادق المتوافرة في البحرين. فهناك نحو 100 فندق، فضلاً عن بعض الشقق الفندقية، فجميع فنادق البحرين بمختلف نجومها تبيع غرفها قبل انطلاق المناسبة وبأسعار خيالية وذلك على خلفية نقص المعروض، لكن يحسب لمسابقة لفورمولا 1 تشجيعها توفير الفرصة للكثير من الفنادق بإقرار إضافات وتوسعات، كما هو الحال مع الريتز كارلتون، الخليج، الدبلومات ساس) فضلا عن مجيء عدد من الفنادق الأخرى، كما قام فندق (الشيراتون) بإنشاء برجين كبيرين من خمسين طابقاً لكل مبنى في وسط العاصمة، فضلا عن إعادة هيكلة مبنى الفندق.
لا وقت للسياحة والشراء
وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة للمسح الميداني الذي أجراه مركز البحرين للدراسات والبحوث بخصوص العام 2004 الذي أظهر أن ثلاثة ارباع الزوار فضلوا مشاهدة الفورمولا 1 على حساب القيام بأعمال أخرى في البحرين. وقد كشف المسح الميداني بخصوص مسابقة العام 2004 ان الإقبال على زيارة الأماكن السياحية في البحرين من قبل الزوار كان ضعيفا، وكما كان متوقعا فقد أظهر المسح أن الأميركيين هم أكثر الزوار إقبالا على زيارة المناطق السياحية يليهم الأوروبيون وأخيرا العرب.
ويفهم، هذا الكلام أن المطلوب هو توفير المقومات السياحية لاستقطاب الزوار وخصوصا الأوروبيين والأميركيين. فالمؤكد أن الزوار القادمين من الدول الغربية سوف لن ينبهروا بالفنادق الموجودة عندنا (والتي هي غالباً مدارة من قبل شركات أجنبية) بل يرغبون في مشاهدة الشواهد التاريخية.
من جهة أخرى، جاء في دراسة خاصة أعدت لحلبة البحرين الدولية ان قطاع البيع بالمفرق لا يستفيد إلا القليل نظرا لانشغال الزوار بالمسابقة وتفضيلهم تمضية أوقاتهم في الحلبة بدل التسوق. معنى ذلك أن (هناك فرصة) لتوفير الرغبة للزوار للمكوث في البلاد لعدة أيام حتى يتمكنوا من الشراء. نختتم حديثنا يوم غد (الاثنين) بالدعوة إلى تخصيص الحلبة.
إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"العدد 1283 - السبت 11 مارس 2006م الموافق 10 صفر 1427هـ