الصدام الذي حدث أمس الأول ليس له مبرر، ونحن جميعاً بحاجة إلى أن نراجع أسباب انحراف العمل السلمي إلى استخدام العنف أو العنف المضاد... فما جرى بالقرب وداخل مجمع الدانة سبب ازعاجاً لأصحاب العمل وللمتسوقين، ولمن ليست له علاقة بالموضوع. وبعض المناظر كانت مرعبة، إذ تمدد عدد من المواطنين في حال يرثى لها وهم في حاجة إلى إسعافات أولية.

من الناحية المبدئية، فان من حق أي فئة تود أن تعبر عن وجهات نظرها أن تفعل ذلك بأسلوب سلمي، ومن خلال الضوابط التي تحفظ الأمن والاستقرار الذي نحتاج إليه من أجل تعزيز برامج التنمية ومن أجل انجاح موسم الفورمولا 1 الذي يصب نجاحه في مصلحة البحرين، وكلنا يجب أن يسعى إلى ذلك حتى لو اختلفت وجهات نظرنا في عدد من الشئون الداخلية. فليس من المناسب أن يشاهد من يزور البحرين في هذا الموسم الحيوي ما حدث في مجمع الدانة، وليس من صالح أية جهة (حكومية أو معارضة) أن توجه إليها اتهامات باللجوء إلى العنف، لأن من يلجأ إلى العنف في أجواء من الانفتاح السياسي هو الخاسر الأكبر.

أحد الذين شاركوا في الاعتصام أمام مجمع الدانة، قال إن قوات الأمن هي التي استدرجت الوضع إلى حد الصدام، وشخص آخر لديه محل تجاري في المجمع قال انه اقترض من أجل أن يبدأ نشاطه التجاري، لكن ما حصل من حوادث يؤثر عليه، وهو ليس له أي ذنب، وليس طرفاً في الموضوع.

غرفة التجارة أدانت ما حدث، بينما قال أحد المراقبين إن التوتر لدى الجميع سببه كل ما حدث منذ فترة لأسباب مختلفة.

من حق جماعة ما أن تتحرك سلميا وتطالب بالافراج عن معتقلين، لكن ما ينبغي الالتفات إليه هو أن جر الساحة إلى العنف، أو الانجرار نحو العنف لن يخدم أي طرف مهما كانت قضيته عادلة.

قوات الأمن مسئولة عن الحفاظ على الأمن، لكن من دون استخدام القوة المفرطة، والمعارضون مسئولون عن المحافظة على أمن بلادهم لكن من دون أن يضطروا إلى التخلي عن مطالبهم أو مبادئهم. وقد تدخل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة بصورة شخصية للتعرف على ما حدث أمس الأول، وأملنا كبير في شخصه وما عرفناه عنه أن يوجه جميع الجهات تحت قيادته إلى الأسلوب الأمثل في ضبط الأمور، كما أن أملنا كبير في من يتصدى لدعم أو تمثيل المعارضين أن ينأوا بأنفسهم ومن معهم عن السماح للوضع بأن يتجه نحو العنف.