والله. ومع الأسف. وزارة التربية والتعليم إذن من طين وإذن من عجين. على كل النداء الذي ناديناها. وعلى كل الكلام المعسول الذي صببناه في إذنها. وعلى كل الرجاء والترجي من أصحاب الأقلام عموماً ومن الرياضيين خصوصاً. لكنها (الوزارة) غير موجودة، ولا كأنها تسمع.
صحيح أن الوزير كان غير موجود في البحرين عندما كتبنا نداء شخصياً موجهاً له. ولكن الصحيح أيضاً أن الوزارة فيها الكثير من الموظفين الكبار والذين لديهم الإمكانية على الأقل بالرد علينا بالإيجاب أو بالنفي وإعلام الرأي العام عن الأسباب المهمة في عدم منح المدارس إجازة في يومي السباق. أما هذا السكوت المطبق، والذي يدل على أن الوزارة المسئولة عن تعليم القراءة هي بالأساس لا تقرأ، فإنه مبدأ مرفوض من قبلنا.
المناشدات بالسماح للطلبة والمدرسين بأخذ قسط من عناء التعليم وتعطيل الدوام في يومي السبت والأحد كان الهدف منه في المقام الأول هو تربية التلاميذ على حب الوطن وتعليمهم طرق الابتكار السليم للقيادة العليا في مملكة البحرين في تسويق البلد وتعريف العالم أجمع بإنجازاته. وهذا الدرس في حب الوطن والثقة في قادته أهم كثيراً من دروس (كتب، زرع، حصد) التي سيدرسونها في مقرر يومي السبت والأحد.
إذا كانت إجازة يومين ستجعل جميع المدارس (بيهايند إسكجوول). يعني متأخرين في تطبيق المناهج فما هو المانع من تأخير الامتحانات النهائية لمدة يومين تعويضاً عن إجازة المدارس في يومي احتفالات المملكة. وتقديراً لجهود جميع المخلصين الذين تفانوا لإبراز الصورة الحقيقية للبحرين في تنظيم هذا المهرجان العالمي.
العائلات البحرينية التي تورطت واشترت تذاكر حضور فعاليات جائزة البحرين الكبرى لسباق السيارات (فورمولا 1) لها ولإبنائها، ماذا تفعل الآن بالتذاكر؟ بعد أن ناشدت وزارة التربية (أكثر من مرة وفي أكثر من محفل) بالسماح لأولادها بمصاحبتها في هذا المهرجان الرياضي الكبير والتي تعبت عدة جهات حكومية ووطنية في التنسيق له حتى يظهر الصورة المشرقة لمملكتنا العزيزة، ولكن كانت مناشدة الأهالي غير مجدية وعمك أصمخ ياعائلات، يا بحرينية.
حتى المدرسين الذين اشتروا تذاكر الدخول لهم ولعائلاتهم ماذا يفعلون الآن بالتذاكر؟ وهل من المسموح إرجاعها؟ لدينا الكثير من المدرسين غير البحرينيين والذين يهمهم حضور هذه الفعاليات بمصاحبة عائلاتهم وقد حرمتهم وزارة التربية والتعليم (مشكورة) من الحضور والمشاهدة، والاستمتاع، ونقل صورة طيبة عن البلد الذي يعملون فيه، وإرسالها إلى جميع أهلهم ومعارفهم في أوطانهم.
المسئولون عن الحلبة التي سيجرى عليها السباق العالمي وفعالياته المصاحبة، أعلنوا وقبل عدة شهور عن البدء في بيع تذاكر الحضور، وتقدم الكثير من المواطنين والمقيمين لشراء أعداد كبيرة من هذه التذاكر وقبل مدة حتى يضمنوا الحصول على الأماكن التي يريدونها، ووزارة التربية والتعليم تعلم أن من بين المشترين طلبة ومدرسون، ولكنها لم تحرك ساكناً ولم تعلن عن نيتها عدم إغلاق المدارس وإعطاء إجازة إلا عندما اقترب موعد السباق. ووقع الفاس في الرأس.
الذي عملته الوزارة هو إلغاء إجازة، نعم إلغاء وليس عدم إعطاء. لأن المثل يقول لا تبدأ عادة ولا تقطع عادة. وقطع العادة هو إلغاء والذي تعودنا عليه هو إجازة المدارس في أيام السباق. ففي العام 2004 أعطيت إجازة لجميع موظفي البحرين. وفي العام 2005 أعطيت إجازة لجميع مدارس البحرين. فأصبحت الإجازة عادة، وإذا كان في نية الوزارة إلغاء هذه الإجازة فمن المفترض أن تعلن عن نيتها هذه قبل شهرين أو ثلاثة. يعني قبل أن يتورط الناس بشراء تذاكر السباق. أما أن تأتي الآن وقبل السباق بأيام وتعلن عن استمرار الدوام في هذين اليومين المهمين فإنه بالتأكيد مبدأ مرفوض.
اليوم هو السبت، والسباق الكبير يجرى اليوم وغداً. ووزارة التربية والتعليم أصبحت أمام خيارين لا ثالث لهما. الخيار الأول هو في إعطاء إجازة مدرسية اعتباراً من منتصف اليوم وحتى صباح الأثنين، والخيار الثاني هو إرسال جميع المسئولين الكبار في الوزارة للتفتيش على الصفوف الخالية من الطلبة والمدرسين
إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"العدد 1282 - الجمعة 10 مارس 2006م الموافق 09 صفر 1427هـ