ما بال ديمقراطية في داخلها بطون جوعى وأفئدة حرّى... تضرب على نفسها حزام البؤس؟ وهل يا ترى يحق لفضولي، لا يجيد أدبيات الحديث من رسميات بروتوكولية، أن يسأل ذوي الوعي والرشد والبصيرة: كيف توزع ثروات بلادي من «الغوازي» السمان؟ وهل لي أن أطالب بتوزيع الثروة وفق معايير وأسس غير التي أرى وترون؟
رسالة فضولي إلى عقلاء هذا البلد: «الوطن أضحى مزرعة خاصة أرضاً وثروات».
المجلس الذي اختاره الناس لا يملك الجرأة على قول الحقيقة التي تحوم في قرارة نفسه، ولا يمكنه التعبير عنها بعظمة لسانه: ثروات الوطن تهدر وتسرق وأراضيه تهدى وتباع وتشرى وانا البحريني لا قدر لي سوى الركون إلى السكوت.
الوضع الحالي الذي نعيش بائس كل البؤس، فهناك من مواطني هذا البلد من لا يملكون ما يسدون به رمق جوعهم، وهناك الآلاف من مواطني هذا البلد يعيشون تحت خط الفقر، وهناك غلاء معيشي فاحش تقابلها سرقة فاضحة للأرض وللثروة، والدعوة إلى سياسة جديدة في توزيع الثروة لا يجب أن يفهم منها تحريض على الوطن بقيادته ومؤسساته، إنما يرمي هذا البائس الفقير إلى أن يشعل الضوء ويعلق الجرس لقيادة هذا الوطن بأن هناك بطوناً جوعى وعوائل كريمة ترزح تحت الذل والمهانة.
على عكس هذه الصورة المعتمة، ترى قلة هي من تملك المال والقوة والنفوذ وتملك الثروة وتستهجن كرامة البحريني الكادح من أجل قوت يومه، والمواطن الذي صبر ويصبر سنين عدة في سبيل قطعة أرض بور يبصر يوميا أراضي شاسعة وجزراً مقفلة تحيط بها أسوار شائكة، وهذه السياسة غير المنصفة تقسم أبناء هذه الأرض إلى معسكرين بالأمس واليوم وغدا: «أسياد» و«عبيد»!
نداء هذا الفضولي إلى الذين يملكون زمام هذا الوطن حكاماً وحكماء، لأن الجوعى ينادونهم إلى عقد اجتماعي جديد يكفل للبحريني الفقير في الحد وعسكر والمحرق أو في أية بقعة أخرى ينالها إجحاف غير مبرر في وطني
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1282 - الجمعة 10 مارس 2006م الموافق 09 صفر 1427هـ