ظهر علينا النواب في جلستهم الأخيرة ببدعة جديدة تدعو الحكومة إلى الاستقالة، لأنها لم تستجب الآن لمقترحاتهم ورغباتهم، وكأن الحكومة استجابت من قبل ليستنكر النواب عدم تجاوبها الآن! الغريب في ذلك أن النواب طالبوا الحكومة علناً بالاستقالة، واعتذروا لها على ذلك سراً!

لست ضد استقالة الحكومة، فالملاحظات عليها كثيرة، ولكن ضد استغلال ذلك من أجل الدعاية الانتخابية وتسخين الجو في آخر الجلسات ليبدو المجلس وكأنه الثائر والمتمرد على تصرفات الحكومة. النواب مؤمنون بأن دعواتهم مجرد فرقعة صوتية لا تلقى اهتماماً من أي أحد، حتى الحكومة، التي ردت عليهم بتهكم وسخرية، إلا أنها سلاحهم الأخير في الوقت الضائع الذي قد يحفظ ماء الوجه أمام الرأي العام. فالشارع بدأ يحسب عليهم نواة التمر الذي يأكلون، وما قدموه وما أخذوه، ووضع كل ذلك في الميزان الذي غلبت فيه كفة الأخذ على ما قدموه للناس.

أقول للنواب: أخرجوا للناس وقولوا لهم إننا فشلنا في تجربتنا الأولى وهذا ليس عيباً، قولوا لهم: لم نستطع أن نحافظ على مكتسبات الإصلاح وضيعناها في قوانين الجمعيات والتجمعات والإرهاب، وفي استجواب الوزراء والتحقيق في الفساد والحفاظ على المال العام. الحكومة نجحت كسلطة تنفيذية والنواب فشلوا كسلطة تشريعية ورقابية، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان، فيكفيكم وسام «السعادة» ولتستقيلوا جميعاً يا سعادة النواب