«39460184 - رقم يعبث بالبحرين... من يملكه... ولماذا يستمر في إرسال الرسائل والتهديدات منذ 3 أشهر، الغريب في الأمر أن عملية التعرف على هوية هذا الرقم لا تستغرق أكثر من ثوان معدودة!».
رسالة لوزير الداخلية
لا ندري ما معنى أن تستمر هذه الأرقام «المجهولة» في توزيع المسجات الهاتفية الرخيصة على المواطنين، ولماذا تتقصد تحديداً هواتف الإعلاميين والناشطين السياسيين، ولماذا تتعمد الإساءة إلى أسماء رموز وطنية لها تاريخها السياسي والنضالي المعروف.
لابد أن يكون جهاز «الأمن الوطني» مسئولاً عن متابعة هذه الظاهرة الحديثة على المجتمع البحريني، ولابد أن لا نقتنع بأن تحديد هويات هؤلاء العابثين بهذه «الهواتف المجهولة» عملية تحتاج لجهد استخباراتي جبار، وفضلاً عما إذا كانت وزارة الداخلية هي المعنية بمراقبة هذه الظاهرة أو جهاز الأمن الوطني فإن إنهاء هذه الظاهرة أصبح ضرورة لا جدال فيها.
أحد الرموز السياسية تقدم بشكوى رسمية لوزارة الداخلية أخيراً، وننتظر من الوزارة إجراء سريعاً وحاسماً حيال هذا الموضوع، والظاهر لنا، أن هذه الظاهرة ليست منتج لعب أطفال بأرقام الهاتف، بل هي عملية منظمة وذات أهداف محددة. ولعلنا نلاحظ أن بعض هذه الأرقام هي أرقام تصدر بفواتير شهرية، ومعناه، أن معرفة هويات أصحابها عملية لا تستحق الانتظار لشهر أو شهرين، وللأسف، لعل هذا... ما سيحدث!.
المستوى الثاني من الحدث يحمل تطاولاً أمنياً وطنياً، إذ إن جلالة الملك أشار في أكثر من مناسبة إلى أن تلك الأسماء ومؤسساتها الوطنية التي تعبث هذه المسجات بتاريخها هي «أسماء مخلصين للوطن»، لذلك، فالظاهرة لا تضرب في المعارضة البحرينية ورموزها بقدر ما تمثل خرقاً للوحدة الوطنية لا يمكن السكوت عنه.
هذه الظاهرة تحمل فيما تحمل تدعيماً لصورة «الشك» و«الريبة» بين الحكومة المعارضة، وسواء أكانت المعارضة محقة أو مجبرة على تفسير هذه «المسجات المجهولة» بأنها رسائل حكومية أو من فئات طائفية، فإنه من الضروري أن لا نزيد جروحنا وجعاً أكثر مما هي عليه.
بعض الاراء تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك في تحليلها لمصادر هذه «المسجات»، والحكومة مطالبة بالتحقيق، وإلا فإن مساحات التأويل مفتوحة، ولا جدال أن «مخيلة السياسة» تتصف بالسعة الكافية لإطلاق اتهامات أكثر خطورة تشمل تورط بعض الأجهزة الأمنية، وهذه منطقة من التأويل نتمنى أن لا يصل لها أحد!.
ننتظر من وزارة الداخلية تحركاً سريعاً خلال الأيام المقبلة، وإيقاف هذه المهزلة... فالأسماء المستهدفة «ثمينة» على البحرين وتاريخها ومستقبلها... وتستحق منا هذا الغضب... وأكثر.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1282 - الجمعة 10 مارس 2006م الموافق 09 صفر 1427هـ