العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ

مشروع الإسكافي الديني... لبنة قوية وسيرة مهملة

على رغم بلوغه 27 عاماً

يوضح مؤلف كتاب «مشروع الاسكافي في ربع قرن» الباحث الشاب علي المحرقي: «أن مشروع الاسكافي الديني بلغ من العمر أكثر من سبع وعشرين عاماً، ومازال مستمراً في أنشطته وتدريسه ومدرسيه، ومازال المشروع قائما، وواحدا من بنية القرية «السنابس الاسلامية» الذي يخرج في كل فترة مجموعة من الشباب الناضج، والعامل في الساحة، والذي يمتاز بنضجه ووعيه.

ومع ذلك فانه من الملاحظ أن المشروع وفي هذه المدة الطويلة لم يحاول أحد الاقتراب من الكتابة عنه وعن تاريخه، ومراحل تكوينه، وظل المدرسون يسوّفون الحديث عنه، حتى يومنا هذا، وبات الكثير منهم، وخصوصا من تعايش مع الاسكافي في أيامه الأولى، بدأ هؤلاء يصيبهم داء النسيان، وغياب التاريخ والتذكر شيئا فشيئا، وصار الواحد منا يتخوف من أن يستيقظ يوما ما واذا المشروع يصبح مجرد ذكرى، ويصبح مجرد تاريخ مرّ أمامنا، وغاب سريعاً من بين الأشياء التي جاءت وغابت في القرية وفي البلاد عموماً.


الحاجة إلى العمل

ويضيف «ومشروع بحجم وتاريخ وعمر المشروع الذي أنشأه الاسكافي يحتاج إلى عمل وكتابة توازي تاريخه، وتناسب الحوادث التي عايشها، وهي كثيرة ليست بالقليلة، وعاصر الحوادث لا حصر لها في البلاد، وكانت قضايا، وتفاصيل، وتشعبات، وهذه كلها تحتاج في المقابل الى دراسة مستفيضة، تتوسع في الحديث، وفي المستندات، وفي الحوادث، وتبين بتفصيل كل الأفكار والمناسبات التي عاشها المشروع، سواء المناسبات الداخلية، أو المناسبات الخارجية، بحيث تصبح هذه الدراسة مرجعا بتفاصيلها لكل باحث يود الاقتراب من المشروع، والتعرف عليه، خصوصا على أيامه الأولى وكيف تكون، وصار جنينا حتى أصبح شاباً فتياً».

وذلك - بحسب ما يصف - ما ترمي اليه هذه الدراسة التي حاول فيها مؤلفها متابعة المشروع في كل حوادثه وتطوراته وأسمائه الكثيرة التي مرّت به حتى الأشياء الصغيرة والتفاصيل الدقيقة.


لجان المشروع

إذ عمد المحرقي إلى تقديم تعريف واف بمشروع الاسكافي وأحصى جملة من الحقائق المتعلقة بلجانه حين أوضح أن الاسكافي قسم مشروعه إلى ثماني لجان، هي: لجنة الاشراف العام، الاشراف الميداني، الصندوق، الترفيه، الثقافية، المناهج، المدرسين، الاجتماعية. فذكر عن الاشراف العام انه يتكون من 7 مدرسين وتتمثل مهمتهم في الاشراف العام على أنشطة المشروع ومتابعتها، تشكيل مجموعات عمل المشروع، حسم القضايا المهمة المحولة اليه من قبل المدرسين، محاسبة المدرسين المقصرين، تقديم خطة عمل له في بداية الدورة، اعداد تقرير سنوي اداري ومالي يعرض على الجمعية العمومية، تعيين الاشراف الميداني، اختيار النص الثاني من الاشراف العام الجديد من أعضائه أو غيرهم، ابداء الرأي فيما يحيله المدرسون إليه، تعيين مجموعة من الأعداد لانتخابات الدورة الجديدة.

وذكر عن الاشراف الميداني أنه يأتي بعد الاشراف العام من حيث الأهمية وتتلخص مهماته في متابعة سير الدروس المأتمية من حيث حضور المدرسين والطلبة، معالجة الإشكالات المتعلقة بسير الدروس، التواصل مع الطلاب وأولياء أمورهم، توفير المستلزمات الضرورية لموقع المشروع، تقديم تقرير عن عمله للاشراف العام كل ستة أشهر، الاشراف على مربّي الفرق، ومجلسي أولياء الأمور والطلبة، اقتراح أسماء أعضاء الاشراف الميداني للاشراف العام، ما يحيله الاشراف العام أو المدرسون إليه.


الصندوق

كما ذكر أن موارد الصندوق تتوافر من اشتراكات المدرسين الشهرية، وتبرعات أولياء الأمور والطلبة المحسنين، الحقوق الشرعية، عائدات استثمار المشروعات الصغيرة، النذور والهبات والوصايا، دعم المؤسسات الأهلية. أما عن لجنة الترفيه فأوضح أنها تقوم على تنظيم: الرحلات «برك السباحة»، الزيارات «المتاحف المساجد والمعالم»، المهرجانات، وجبات الغداء، الدورات والمسابقات، المباريات، البرامج الأخرى. وبخصوص الليلة المفتوحة «اللجنة الثقافية» فهي تتكون من مدرسي وطلبة المشروع وتشرف على البرنامج المفتوح وتقوم بدور المنسق للبرامج الثقافية في المشروع ويقع عليها عاتق نشر الوعي في المجتمع مع ربط المجتمع بالمشروع وتخريج وتأهيل الكوادر، وترعى احتفال الذكرى السنوية للمشروع.

وعن المناهج ذكر أن أهم أهدافها: تزويد طلبة المشروع بالعلوم الاسلامية من خلال إعداد المناهج الصحيحة، تخطيط الهيكل العام للمواد الدراسية، رسم الإطار العام لمحتوى المادة وذلك من خلال مواكبتها لروح العصر، والتدرج في العرض، وعدم التكرار، والشمولية في الطرح. ومن مهماتها: المراجعة الدورية على المواد الدراسية وتقويمها، اقتراح الخطط والمشروعات الجديدة في تطوير المناهج، طباعة وتوزيع مناهج المواد وتزويد المدرسين بها، تقييم أداء المدرسين من خلال الزيارة أثناء الحصص الدرسية. ومن مسئولياتها: احصاء حالات الحضور والغياب لدى المدرسين في ليلتهم، تأمين ليلتهم زماناً ومكاناً وبحثاً. عمل جدولة بيانية كل ستة أشهر لحصر الحضور والغياب والبحوث، احالة توصيات الباحثين إلى الجهة المناسبة، وتلمس حاجة المدرسين المعرفية والتربوية.


دراسة موفقة

والحق أن دراسة المحرقي كانت دراسة شاملة وموفقة وذات جهد كبير استطاع فيها أن يميط اللثام عن الكثير من الجوانب المخفية من عمر هذا المشروع الجليل إلى جانب بعض الوقفات المهمة عند مؤسس المشروع أحمد الاسكافي الذي تدين له قرية السنابس بالكثير. والجميل في تلك الدراسة أن المحرقي لم يقف عند الاسكافي الا عندما اقتضت الضرورة ذلك بل وجه جل اهتمامه للمشروع نفسه. لذلك نجده وقسم كتابه إلى مقدمة أوضح فيها أهمية الموضوع والى فصول سبعة جاءت على النحو الآتي: الأول: الأجواء العامة لقرية السنابس. الثاني: بدايات المشروع من العام 1977 وحتى العام 1984» الثالث: ازياد أنشطة المشروع وتنوعها العام 1979. الرابع: سفر الاسكافي ووفاته. الخامس: ما بعد غزو الكويت من العام 1990. وحتى العام 1994. السادس: أحداث البحرين العام 1994 وحتى العام 2002 وما تركته من آثار على المشروع وختم بالفصل السابع عن عودة النشاط للمشروع من جديد منذ العام 2001

العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً