العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ

العلواني: العرف أخطر الإشكالات في فهم النصوص

في محاضرة بجامعة البحرين

أقامت اللجنة الثقافية في قسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية بجامعة البحرين صباح الثلثاء 7 مارس/ آذار الجاري محاضرة بعنوان أثر العرف في فهم نصوص قضايا المرأة إنموذجا حاضرت فيها رقية العلواني من قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية.

وأرجعت العلواني فكرة «اثر العرف في فهم نصوص قضايا المرأة» الى انها طرأت في ذهنها اثناء اعدادها دراسة الماجستير، ولم يخطر ببالها آنذاك ان تكون هذه الفكرة نواة رسالة دكتوراه تتحول فيما بعد الى كتاب مطبوع.

وعرفت العرف فقالت: هو ما اطمأنت اليه النفوس وتعارف عليه الناس بكثرة الممارسة والاعتياد عليه، واضافت: ان الشارع المقدس اعترف بالعرف، ولكن بشروط، منها: عدم مخالفته للنصوص الشرعية القطعية.

وقالت إنه من شروط الاجتهاد معرفة عادات الناس، إذ إن كثيراً من الاحكام الاجتهادية تختلف باختلاف الزمان، والمجتهدون اختلفوا في استنباطاتهم للاحكام بناء على تغير الاعراف والبيئات في كثير من الاحيان.

وذكرت أن العرف يؤثر في وعي العالم من دون أن يشعر العالم بأنه تأثر بالعرف، مشيرة الى ان الاشكال يكمن في ان ذلك التأثر ينبغي الا يصل الى حد منازلة نصوص القرآن والسنة النبوية الصحيحة والمطلقة.

واستعرضت طبيعة الاعراف عن المرأة بدءا بالعصر الجاهلي، مرورا بالعصر الإسلامي، وانتهاء بالعصر الحالي، مضيفة أن المجتمعات توارثت عادات وآراء وأحكاماً اجتهادية قالوا عنها انها تشكل الدين وتعاليمه.

وتحدثت استاذة الدراسات الإسلامية عن ابرز التحديات الجديدة التي ظهرت، وهي: زحف التحدي الغربي الحديث، وشيوع تقاليد غريبة عن الاسلام في كثير من المجتمعات.

ونبهت الى خطورة التيارات الجديدة التي ظهرت وتبنت نهج المقارنة الشكلية بين واقع المرأة المسلمة والمرأة في الدول الغربية، والتي اتهمت الدين بفكرة الابوية، ولم تفرق بين موقف الكنيسة من المرأة في الغرب، وبين نظرة الاسلام وتعاليمه للمرأة.

وتطرقت الى اكثر الفلسفات خطورة، وهي فلسفة النصوص الكتابية والنظرية الداروينية، موضحة اخطر الاشكالات التي برزت في قضايا المرأة، وهي: الخلط الحاصل بين التقاليد المتراكمة والتعاليم الإسلامية، مشيرة الى انه وبعد هذه الرحلة الشاقة للمرأة، فإن نسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية تقل عن 60 في المئة في 17 بلداً من بلدان منظمة العالم الإسلامي، وان نسبة الامية تصل الى حد 70 في المئة بين النساء.

وللخروج من هذا المنعطف الحرج رأت العلواني انه يجب فهم النصوص القرآنية المتعلقة بالمرأة، والانطلاق الى آفاق التغيير والابداع والتحدي بتقديم نماذج يمكن ان تكون نواة المجتمع. كما أوصت بضرورة التمييز بين النصوص الشرعية المطلقة ذات الوحي الالهي المعصوم، وبين الاجتهادات البشرية.

وذكرت امثلة لبعض الضوابط، منها: شهادة النص القرآني من خلال فهم النصوص وفق قواعد اللغة العربية، ورد المتشابه الى المحكم. كما أكدت أهمية فقه الواقع والافادة من الامكانات المتوافرة لتحقيق الفهم الاسلم للنصوص، وضرورة توعية المرأة والاهتمام بتحريرها، ولكن ليس من المنطلق الغربي.

العدد 1281 - الخميس 09 مارس 2006م الموافق 08 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً