خدع أحد أصحاب المحلات التجارية عاملاً آسيوياً لديه بأن أوهمه بأن هناك من يدعي أنه اعتدى على عرض صبي، فجعل ذلك الآسيوي في دوامة قضايا متتابعة في المحاكم مدة 5 أعوام، إلا أن الآسيوي الذي كان يعمل حلاقاً أنكر التهمة بسبب أنه لم يقترف ذلك الجرم.

وفي أحد الأيام أخبر الآسيوي من قبل كفيله أن عائلة الصبي الذي اعتدى على عرضه الآسيوي ستجتمع للثأر منه، وعرض عليه مساعدته بأن أخرجه من المنطقة فما كان من الآسيوي المسكين إلا أن وافق على مشورة كفيله وذهب معه إلى حيث لا يعلم.

وبعد عبور الطرقات الغريبة تفاجأ الآسيوي بوجوده في أحد مراكز الشرطة، وهناك تم القبض عليه، فاستغرب الآسيوي من فعلة كفيله، ولم يكن يعلم ذلك المتهم التهمة المنسوبة إليه أو سبب وجوده في الحبس الذي استمر فيه لمدة شهر و12 يوماً، إلا أن قاضي التوقيف أخبره بأن التهمة الموجهة إليه هي الاعتداء على عرض، وبعد ذلك أخلي سبيله ومنع من السفر، كما احتجز الكفيل البحريني جوازه لضمان عدم هروبه.

ومن تلك الحادثة فقد المتهم عمله الذي كان يؤمن له قوته اليومي، في الوقت الذي انتهت فيه صلاحية إقامته، لتحول بعد ذلك قضيته إلى المحكمة الكبرى الجنائية الأولى للنظر فيها، وكان المتهم ينتظم في حضور الجلسات، وانتدبت له هيئة المحكمة آنذاك محامية للترافع عنه، إلا أن ما كان يؤخر في البت في النطق بالحكم في القضية هو أن المعتدى عليه أو من يمثله لا يلتزم بالحضور في الجلسات إذ إن المحكمة خاطبت المعتدى عليه لثلاث مرات ولم يحضر.

وقدم المحامي المنتدب للمتهم في إحدى الجلسات مذكرة واحدة لهيئة المحكمة قضت بعدها المحكمة ببراءة المتهم مما نسب إليه من تهم.

وفي الوقت الذي كانت فيه القضية تأخذ مجراها في المحاكم فقد المتهم أخته وأخاه اللذين توفيا في تلك الفترة، وهو ما دعا المتهم إلى مراجعة كفيله للحصول على جواز سفره وبقية حقوقه العمالية التي لا تتجاوز الـ 150 ديناراً إلا أن الكفيل امتنع عن تلبية طلبات الآسيوي، فما كان من الأخير إلا أن رفع دعوى قضائية عمالية للمطالبة بحقوقه، وفي هذه الفترة أخبر الآسيوي بمرض أصاب والدته، فراجع الكفيل لتسلم جوازه للحال الاضطرارية التي يمر بها، وهنا الكفيل استغل حاجة الآسيوي فساومه في التنازل عن حقوقه العمالية وذلك بإلغاء الدعوى في مقابل تسليمه جوازه، فوافق الآسيوي على تلك المساومة.

بعد التنازل سلم الكفيل الجواز المحكمة التي أودعته في خزينتها، ومن ثم قام محامي الآسيوي بتسلم الجواز الذي استخدمه أداة للحصول على أتعاب مرافعته عن الآسيوي، وبعد حصوله على أتعابه سلم الآسيوي جوازه، ويقول ذلك الآسيوي: «بعد 5 سنوات كنت فيها من دون عمل وإقامة منتهية، سأغادر البحرين بعد تهمة لفقت لي زوراً، وبعد أن فقدت بعض أفراد أسرتي وأصبت بمرض القلب».