العدد 1280 - الأربعاء 08 مارس 2006م الموافق 07 صفر 1427هـ

الروح والسر الإلهي

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لقد تناولت سابقاً علاقة الجسد بالفكر والروح وأنا في محاولة مبسطة جداً أحاول التعرف والتقرب من السر الإلهي الكبير، وهو ماهية الروح الإنسانية الجبارة. وبطرح السؤال المحير دائماً، وهو: هل الإنسان بتكوينه الجسدي الجبار هو الذي تسكنه الروح... أم أنه عبارة عن روح هائمة وتنتقل بين الأجساد، وخصوصا نحن جميعاً نعرف كيف أن الجسد هو وجود مادي زائل؟

إن الروح هي التي تلبس الأجساد فيما قبل الولادة... وهي قد تتركها أحياناً مثل أوقات الغفوة والنوم وثم تعود إليه... وقد تغيب عن الجسد بلا عودة عند الموت الحقيقي والذي يشل الجسد إلى الأبد.

فالروح أثناء الحياة تكون حبيسة الجسد وتنطلق في الخيال البعيد، وتكون حينها ذات قدرات مميزة بحيث يزول فيها حاجز الزمان والمكان، وهي تتمكن حينها من استقبال وإدراك ما لا يدركه الإنسان بحواسه المعروفة والمحدودة... وتتجاوز القدرات البشرية والمحددة بالزمان والمكان، فالروح تتزود أثناء رحيلها في فترات النوم بالطاقة الموجبة والتي تعطي الإنسان ذلك النشاط والحيوية... علاوة على إراحة الجسد، ذلك الجزء المادي والكيماوي التركيبات من الحركة وخفض النشاط العقلي الإرادي وينقلب إلى اللاإرادي مع حركة الروح الشفافة، وهذا الخروج المؤقت هو الذي ينعش الإنسان ويعيد إليه الطاقة التي يحتاجها في ممارساته اليومية... أما خروج الروح بعد الموت فهو خروج دائم وفناء للجسد، وتخلع الروح الجسد كما نخلع نحن الرداء، ثم يفنى الجسد ولكن الروح تبقى خالدة وتعود إلى خالقها... كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: «الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيرسل التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» صدق الله العظيم (الزمر: 42). وتوجد ديانات أخرى تؤمن بتناسخ الأرواح، بحيث تنتقل الروح بعد موت الجسد إلى أجساد أخرى حديثة الولادة... والغرض من ذلك الانتقال هو طلب الروح للكمال الذي يسمى «الفيرانا»، وحين بلوغها هذه المرحلة تكون قد أنهت مهمتها الأرضية وتبقى في السماء عند بارئها إلى يوم الدين (نهاية الحياة في الدنيا). إن القوة الجسدية تأتي من قوة الروح، وبغض النظر عن مدى صلابة الجسد وتكوينه وهي إذن الدينمو والمكنة المحركة.

إن كِبَر وصغر حجم الجسد لا يؤثران على الروح، فهو يضع سره في أضعف خلقه... فالطاقة الجبارة لدى الإنسان إذن أساسها الروح ولا تتأثر بالأحجام. فالتعامل مع ذواتنا الداخلية هي علاقتنا الأساسية بالروح وسماع الصوت الداخلي هو أهم بكثير من سماع الأصوات الخارجية والضوضاء الإنساني... فكيفية التحاور مع الذات هي من أهم الحقائق التي توصل إليها الإنسان، بحيث تُمكننا من العيش بوئام وفرح... فنحن قد نعرف كيف نحافظ على أجسادنا بالرياضة الجسدية وتناول الغذاء المناسب. ولكن، هل نحن نعرف كيف نقوي أرواحنا؟ وكيف نستمع إلى الحوارات الذاتية وسماع الأصوات الداخلية؟

إن الصلاة هي إحدى الطرق... واليوغا والتأمل وأشياء أخرى كثيرة لا يسعني المجال لذكرها

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1280 - الأربعاء 08 مارس 2006م الموافق 07 صفر 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً